أطروحة بجامعة البحرين تدعو الوالدين لإرشاد أبنائهم والدخول معهم بنقاشات هادفة

أطروحة بجامعة البحرين تدعو الوالدين لإرشاد أبنائهم والدخول معهم بنقاشات هادفة




أوصت دراسة علمية الوالدين بالتركيز على استخدام أسلوب الإرشاد والتوجيه في التعامل مع الأبناء، والدخول معهم في مناقشات هادفة عن همومهم، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الوالدين يفضلان أسلوب الإرشاد بنسبة استخدام 85% ثم أسلوب التسامح بنسبة استخدام 76% بحسب نتائج المسوحات البحثية.

جاء ذلك في أطروحة قدَّمها الطالب مشاري الأحمد، من برنامج علم النفس الإرشادي في قسم علم النفس بجامعة البحرين وقد ناقشته في الدراسة لجنة علمية يوم الخميس الماضي.

وتكونت لجنة المناقشة من: أستاذ علم النفس المهني في جامعة البحرين الأستاذ الدكتور محمد مقداد مشرفاً، وأستاذ علم نفس الطفولة في الجامعة نفسها الأستاذة الدكتورة جيهان العمران ممتحنة داخلية، وأستاذ علم النفس التربوي في جامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية الأستاذ الدكتور محمد السليماني ممتحناً خارجياً.

ووسمت الأطروحة بعنوان: "أساليب المعاملة الوالدية كما يدركها الأبناء وعلاقتها بمؤشرات الصحة النفسية لدى طلاب المرحلة الثانوية بمحافظة الخبر في المملكة العربية السعودية".

وأوضح الباحث مشاري الأحمد أن دراسته تناولت أساليب المعاملة الوالدية لمجموعة من طلاب المرحلة الثانوية، وذلك بهدف التعرف إلى العلاقة بينها وبين مؤشرات الصحة النفسية.

واعتمد الباحث على المنهج الوصفي المسحي والارتباطي والمقارن، وقد أجريت الدراسة على عينة من طلاب المدارس الحكومية للمرحلة الثانوية بجميع الصفوف والتخصصات، وقد تكونت العينة من (400) طالب بمحافظة الخبر.
أساليب المعاملة غير السوية

ووجد الأحمد أن أكثر الأساليب استخداماً من جانب الآباء والأمهات هو أسلوب التدخل الزائد في شؤون الأبناء. وبالنسبة لأساليب المعاملة غير السوية وجد أن أسلوب الإشعار بالذنب يأتي في المرتبة الأولى عند الآباء بنسبة 63.25%، وفي المرتبة الثانية عند الأمهات بنسبة 60.91%.

وفي مقدمته نوَّه الباحث بأن المعاملة الوالدية بأساليبها المتنوعة تعد ذات تأثير على نشوء الأطفال وتكيفهم، مشدداً على أن أن أساليب المعاملة الوالدية كالإيذاء الجسدي، والإهمال، والحرمان، والقسوة، والتدخل الزائد، والإذلال، والرفض، والتفرقة في المعاملة، هي أساليب غير سوية من شأنها أن تؤدي إلى اضطراب الشخصية، بينما الأساليب الوالديه السوية التي تتسم بحب الأبناء، وتقديرهم، والإنصات إليهم، والاهتمام بهم، وتشجيعهم، تجعل الأبناء يشعرون بالقيمة وتكون لديهم كفاءة في مواجهة المشكلات والضغوط .

وعن أسباب اختياره موضوع المعاملة الوالدية قال الأحمد: "انقدحت الفكرة في ذهني في خلال المعايشة الفعلية المهنية مع العديد من طلاب المرحلة الثانوية الذين كانوا يترددون على وحدة الخدمات الإرشادية بمحافظة الدمام بالمملكة العربية السعودية حيث أعمل مرشداً نفسياً في هذا المجال"، منوهاً بأنه لاحظ "ميل غالبية الطلاب إلى تفسير ما يعانون منه من مشكلات انفعالية واضطرابات سلوكية بشكل مباشر بالأساليب التي يتعامل بها الآباء والأمهات معهم، خاصة أسلوب العنف سواء كان بدنياً أم لفظياً".

ولفت إلى أنه لاحظ أيضاً مؤشرات تدل على استخدام بعض الآباء والأمهات أسلوب الحرمان العاطفي المتمثل في اللامبالاة والإهمال وعدم التقدير، مما جعله يدرك أن هناك ثمة علاقة بين رؤية الأبناء لأساليب المعاملة الوالدية لهم وإدراكها، وما يعانون من مشكلات واضطرابات نفسية وانفعالية وسلوكية.
السعي لتحقيق الصحة النفسية

ورأى الأحمد أن الدراسة تستمد أهميتها من خلال السعي لتحقيق الصحة النفسية للأبناء في مرحلة المراهقة، بوصفها نقلة نوعية في نمو الفرد، تتسم بالتسارع، وعدم الاستقرار النفسي، نتيجة التغيرات الفسيولوجية، مشيراً إلى أن فقدان الرعاية الأسرية السليمة يمكن أن يؤدي إلى عدم توافق أفراد هذه الفئة مع ذواتهم، وبيئتهم، ومجتمعهم.

وأظهرت الدراسة وجود علاقة عكسية ذات دلالة إحصائية بين أساليب المعاملة الوالدية غير السوية للأب ومؤشرات الصحة النفسية بينما وجدت علاقة ذات دلالة إحصائية موجبة بين أساليب المعاملة الوالدية السوية للاب ومؤشرات الصحة النفسية.

وأوصى الباحث في ضوء ما توصل إليه من نتائج - بالتركيز على استخدام الأب والأم لأسلوب الإرشاد والتوجيه في التعامل مع الأبناء، والدخول معهم في مناقشات هادفة حول همومهم، وكل ما يتعلق بحياتهم اليومية لإيجاد حلقة اتصال معنوي وفكري قوية بينهم وبين آبائهم لرفع مستوى الصحة النفسية الإيجابية لديهم المتعلقة بجوانب الشعور بالكفاءة والثقة بالنفس والنضج الانفعالي.

ودعا الأحمد إلى تفعيل دور برامج التوجيه والإرشاد للآباء والأمهات وأبنائهم في المدارس، ومحاولة مناقشة مشكلاتهم من خلالها.

ورأى في الوقت نفسه أهمية التركيز على برامج لقاءات مجالس الآباء والمعلمين وإتاحة الفرصة لهم للحوار الحر مع أبنائهم، لإبقاء الاتصال بين جيل الآباء والأبناء مستمراً، ولإتاحة الفرصة للأبناء في مناقشة مشكلاتهم مع آبائهم بكل سهولة ويسر.


Share

Leave a Reply