آمنة المازم.. أكاديمية من جيل الاتحاد

أكدت عميدة كلية دبي التقنية للطالبات قسم العلوم الصحية والتنمية الطلابية، الدكتورة آمنة المازم، أنها وصلت إلى مرحلة رد الجميل لبلادها، معتبرة نفسها إحدى المحظوظات اللواتي وُلدن بعد سنوات قليلة من اتحاد الإمارات في ،1971 ليرتبط نجاحها مع نهضة الدولة وتطورها.

وتعتبر آمنة، المولودة عام ،1974 أن الشغف للتعلم، والطموح للتغير، كانا وراء نجاحاتها المتتالية، بدءاً من مراحل التعليم المختلفة، حتى بلوغها منصب عميدة لكلية دبي التقنية للطالبات، لتقوم بدورها في «إعداد أجيال قادرة على حمل راية الوطن مستقبلاً» وفقاً لها.

تخرجت المازم في المرحلة الثانوية سنة ،1994 وسافرت بعدها لاستكمال دراستها الجامعية في جامعة سنترال فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية، لدراسة تخصصي علم النفس وعلم الأحياء معاً، وفقاً لميولها العلمية ورغبتها في التخصص في المجالين، إذ تخرجت بتقدير عام جيد جداً.

ولم تقف طموحاتها عند مجرد الحصول على الشهادة الجامعية، بل كان الدعم القوي والمتواصل من الدولة أكبر حافز ودافع لاستكمال مسيرتها العلمية، ومن ثم سافرت إلى بريطانيا للحصول على درجة الماجستير في الدراسات الإرشادية، من جامعة «هول» عام ،2004 والحصول على ماجستير آخر في البحوث النفسية من جامعة «شيفلد» في بريطانيا عام .2008

وحرصت المازم على تتويج رحلتها العلمية بالحصول على الدكتوراه بامتياز في علم النفس، في تخصص «صعوبات التعلم، الجزء الخاص بمشكلات القراءة والكتابة والنسخ»، كأول إماراتية تتخصص في هذه الجزئية في الدولة، اختارته حرصاً منها على تقديم العون لشريحة كبيرة من الطلبة في المراحل التعليمية المختلفة.

لم تخلُ مسيرة المازم العلمية من المواقف الصعبة، إذ اضطرت إلى الابتعاد عن زوجها نحو ست سنوات لاستكمال دراستها بصحبة أبنائها الثلاثة، متحملة مسؤوليتها أماً وطالبة علم لها رسالة وهدف واضح تجاه بلدها، وكان لمرض أحد أبنائها أثر كبير في نفسيتها، خصوصاً أنها كانت بعيدة تماماً عن ذويها، إلا أنها تمكنت بمساعدة أصدقائها من التعامل مع المشكلة، واستكمال دراستها بنجاح.

بدأت المازم مسيرتها المهنية موظفة في قسم شؤون الطلبة في كلية دبي التقنية للطالبات سنة ،1998 ترقت بعدها بعامين لتكون منسقة الشؤون الطلابية في الكلية، وفي السنة نفسها ترقت لتصبح مديرة لقسم الخدمات الطلابية والأكاديمية، لتصل إلى محطتها الأخيرة التي تشغلها حالياً عميدة لشؤون الطالبات للعلوم الصحية والتنمية الطلابية، وذكرت أنها تدين بالكثير لأسرتها ولزوجها، على دعمهم اللامحدود خلال مسيرتها التعليمية والمهنية.

وتؤكد المازم أنه إذا كان الإنسان يمتلك هدفاً واضحاً وقدرة على إدارة الوقت، مع توافر الإمكانات فلن توقفه أية عوائق في طريقه نحو النجاح والتفوق، مشيرة إلى أنها نجحت في القيام بدورها أماً وربة منزل، في الوقت نفسه الذي حققت فيه إنجازاتها العلمية المختلفة، من دون التقصير في أي جانب على حساب الآخر.

وذكرت أنها الآن بصدد القيام بمسؤوليتها الوطنية ورد الجميل لبلادها، من خلال المساهمة في تنشئة جيل متطور، قادر على مواكبة مستجدات العصر، سواء كان ذلك على مستوى الطلبة أو داخل المنزل، من خلال تربيتها لأبنائها.

Leave a Reply