التي غالبا ما يقولها الزوج لزوجته إذا طلبت منه المساعدة في أعمال المنزل أو من باب الفضفضة عند شعورها بالتعب والارهاق من كثرة الأعباء تعكس حقيقة التركيبة الاجتماعية التي لم تزل أسيرة للعادات والتقاليد والموروث الثقافي للمجتمع الذي يحصر المرأة في أدوار معينة ولا يقبل بمساعدة الرجل لها في هذه الأدوار حتي لو كانت عاملة تؤدي عملا يماثل عمل الرجل خارج البيت
أما داخله فعليها وحدها القيام بالواجبات المنزلية.مما يلقي بمزيد من الأعباء والضغوط علي المرأة- خاصة التي لديها طموح- لتحقق التوزان بين أسرتها وعملها حتي وإن كان ذلك علي حساب حقوقها.
هذا ما يؤكده د.جما ل شفيق أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس موضحا أن الرجل نسي إن المرأة لها الحق في العمل وممارسة دور في الحياة خاصة المتعلمة التي من حقها ممارسة ما درسته في العمل بمجال تخصصها, فالمرأة لم يعد دورها مقصورا علي الإنجاب فقط وقد حققت العديد من النجاحات ويمكنها الاستمرار وتحقيق المزيد إذا حققت نوعا من التوازن بين عملها وبيتها و أحسنت تنظيم وقتها.
ويجب أن لا نغفل هنا دور الرجل في مساندة المرأة والوقوف إلي جانبها لمساعدتها في شئون المنزل سواء كانت المرأة عاملة أو ربة منزل دون أن يشعر بأن هذا الأمر يعيبه أو ينتقص من رجولته, ولكن ذلك لن يتحقق إلا بتنظيم الوقت وترتيب الأولويات, والأدوار بين كل أفراد الأسرة والأهم هو إحساس كل منهم بالآخر
وينبه د. جمال من جهة أخري الي أن الزوجين قبل الارتباط يهتمان بالتفاصيل المادية بمنتهي الدقة ومع ذلك يغفلا الاتفاق علي أمور أهم مثل الأعباء التي ستتحملها المرأة بعد الزواج والتي تتطلب تفهما من الزوج لطبيعة هذه الأعباء واستعداده للمساعد وتقديم العون في تحملها وهو ما يؤكد أهمية التوافق بين الزوجين منذ البداية في الطباع, ففي فترة الخطبة علي كل منهما أن يدرس طباع الآخر وأن يتفقا سويا علي مسار واحد بحيث يكملان بعضهما بعضا, فما تقصر فيه الزوجة يكملة الزوج وما يقصرفيه الزوج يجب أن تسده الزوجة, هذه هي العلاقة التكاملية بين الاثنين, وإذا حدث خلل فيها ينشأ الصدام بينهما الذي قد ينتهي بالخلافات.
ولا يمكن إنكار ان بعض الرجال لا يشجعوا المرأة علي العمل وذلك خشية من استقلالها ماديا ومعنويا لأنه يريدها بحاجة إليه دائما, ولذلك علي المرأة اشعاره بأنها دائما في حاجة إليه من الناحية النفسية والاجتماعية, واذا لاحظت أن أهل الزوج غير متفهمين لعملها أو لأهمية عمل المرأة بصفة عامة فعليها تجنب التحدث عن أي شئ يتعلق بعملها أمامهم حتي لا تؤكد لديهم الاحساس بأن عملها يأتي علي حساب دورها تجاه الزوج والأبناء, وذلك مراعاة لمشاعر الزوج الذي تفهم ظروف عملها وأدوارها.