اننا نادرا ما نحترم من ينقل الشائعات من خلف ظهرنا، ومع ذلك فاننا كثيرا ما نقوم أنفسنا بذلك. يقول خبراء اجتماعيون ان نقل الشائعات يمكن ان يكون مفيدا للصحة والمزاج على حد سواء، المهم فقط ألا يرفق ذلك الشعور بالحسد الاسود، حسب صحيفة "تلغراف" البريطانية.
ويفيد فريق من الاخصائيين في علم النفس والاجتماع من جامعة هارفارد بان 85% من النساء شغوفات بمناقشة الحياة الشخصية لسواهن بحذافيرها و10% من ممثلات الجنس اللطيف غير قادرات اطلاقا على كتمان اسرار الآخرين.
والملفت ان الكثيرات من هؤلاء النساء يشعن بالراحة والاطمئنان بعد كشف سر ما طُلب منهن حفظه، ويمكن مقارنة هذا الشعور حتى بالاحساس الذي ينتاب الشخص عند اجتيازه امتحانا صعبا.
ويشير كولين غيل عالم النفس المشهور الذي حصل على الاعتراف الدولي كخبير في مجالي تحليل الشخصية والتصرف ، يشير الى ان نقل النساء للشائعات والنمائم يزيد من افراز أحد هرمونات السعادة "السيروتونين" لديهن وانخفاض مستوى التوتر العصبي وزوال القلق. ومن المثير ان نقل الشائعات عن حياة الآخرين الشخصية يثير ضحك النساء أكثر من مشاهدتهن للافلام الكوميدية، الامر الذي يرفع بلا شك مستوى هرمونات السعادة في الدم. وعلاوة على ذلك، يؤكد علماء النفس في جامعة هارفارد ان الضحك الصريح يسهم في تقوية عضلة القلب ويساعد على مكافحة الضغط المرتفع.
بالاضافة، يقول غيل ان النم على احد المعارف او مناقشة فعلة طائشة قام بها أحد المشاهير وسيلة فعالة لمكافحة الأرق.
ويشدد علماء النفس على ان نقل الشائعات يساعد على الاندماج الاجتماعي اكثر من "الكلام الفارغ" عن حالة الطقس مثلا.
هذا ويرى العلماء ان النساء والرجال متساوون في التلذذ بنقل الشائعات، مع انه يُعتقد عموما ان النساء أكثر ميلا الى ذلك من الرجال.
ولكن.. ينبغي ألا ننسى الحقيقة القائلة بأنه يمكن الاستفادة من نقل الشائعات فقط ان رافقته روح الدعابة من دون تحولنا الى الحقد والحسد. ان الانفعالات والمشاعر السلبية ستتمخض حتما عن تدهور المزاج وربما الاصابة بالاكتئاب أيضا. كما اننا نجازف بفقدان الأصحاب وكسب الأعداء اذا لم نكن حذرين في نقل النمائم والشائعات الكاذبة.