كتبت - اية الله حسني:
مازالت ازمة البنزين مستمرة، وتتسبب فى اصابة الحركة المرورية في شوارع مصر بالشلل، وهو الامر الذى انعكس على كثير من المواطنين في شكل حالة من التوتر والعصبية بسبب عجزهم عن تلبية احتياجاتهم ومتطالباتهم الاساسية.
ولا يتوقف الامر على توتر المواطنين اثناء تنقلهم بالشوارع، او اثناء وقوفهم ساعات امام محطات البنزين، بل يمتد اصابتهم بالعصبية والقلق الدائم الى اماكن عملهم ومنازلهم.
وحول الأبعاد النفسية لازمة البنزين، وإخفاق الحكومة فى حلها، حاور مصراوي بعض المحللين النفسيين لمعرفة تأثير تلك الازمة على الشارع المصري.
في البداية أكد الدكتور ''أمين صبري'' استاذ علم النفس بجامعة عين شمس، ان الازمات التى يتعرض لها الشعب المصري فى الاونة الاخيرة والتى تتعلق بفقدانه احتياجاته الاساسية فى الحياة مثل ''الطعام'' و''الامن''، هى مسبب اساسى للاصابة بالاحباط والملل والقلق الدائم، وهى متغيرات نفسية تؤدى الى جعل الفرد يشعر بعدم الانتماء الى وطنه، وعدم ولائه لحكامه.
وأضاف ''صبرى'' ان الشعور بالاحباط والقلق لا ينحصر على المواطن الذى يفتقد احتياجاته، ولكن تنتقل هذه المشاعر تدريجيا الى المواطن المرفه، بسبب قلقه الدائم وخوفه من نفاذ مخزونه، بالاضافة الى خوفه من عدم قدرته فيما بعد من سد احتياجاته.
وأشار الى ان الظروف المحيطة بالمصريين حتما ستجعلهم يشعرون بالاغتراب داخل وطنهم، مما سيؤدى الى طلب الكثير منهم فى الفترة القادمة للهجرة من وطنهم الذى يغتربون داخله.
وأوضح استاذ علم النفس ان اصرار القادة فى عدم مصارحة الشارع المصرى بحقيقة الامر سيجعل المواطنين هم من يطالبون بسحب الثقة من الحكومة، ليس مجلس الشعب، كما طالب الحكومة بضرورة عرض الحقيقة على الشارع المصرى وتوضيح كون هذه الازمة مفتعلة حقا، ام هى حقيقية.
كما اوضح الدكتور ''سيد ضرغام'' الاخصائى النفسى، ان ابعاد الازمة على الشارع المصرى قائلا ''الشعب المصرى هينفجر وده بسبب كثرة احتماله فى الفترة الاخيرة لازمات كثيرة دون ان يبدى اى انفعالات''، هذا بالاضافة الى تأكيده ان المواطن المتوقع انفجاره ليس المواطن الذي ىشارك فى الثورة سواء ايدها او وقف ضدها، ولكنه المواطن الذى تحمل جميع التغيرات السياسية والاجتماعية الطارئة على مصر منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير.
وارجح ''ضرغام'' حدوث ثوره توقيتها يوليو القادم، وسيكون مفجرها الحكم النهائى فى محاكمة رموز الفساد فى النظام السابق، مضيفا ان ثورة الشعب المصرى هى اقل ما يمكن ان يتوقعه من مواطن تحمل اعباء وضغوط لاكثر من عام، موضحا ان ما يحدث ربما يتسبب فى حرب اهلية، سيكون المتسبب فيها انتشار مرض ''عدم الثقة فى الاخر'' بسبب ما يمر به الشارع المصرى من احتقان وفقدان الامن.
اقرأ أيضا:
نقص الوقود عرض مستمر.. ومارس ويوليو وسبتمبر أبرز شهور أزمة البنزين
Open all references in tabs: [1 - 3]