“لا أغفر ولا أسامح ولكن سأضحّي من أجل أولادي”. هكذا تكون ردة فعل العديد من الزوجات جراء خيانة الزوج. إنه داء العصر كما يعرفه علم النفس والإجتماع، فالخيانة باتت متفشية في مجتمعاتنا العربية من دون استثناء، والحق يقع على عاتق الزوجة في هذا الموضوع لأسباب مختلفة كإهمالها لنفسها أو إنشغالها عن زوجها. لكنّ خبراء علم النفس يرفضون تحميل المرأة كامل المسؤولية لخيانة الرجل لها، لأنّ الأخير أيضاً مسؤول، فهو لم يراع حق علاقته في هذا الأمر “فكما يقول لعشيقته كلاماً جميلاً، عليه أن يقوله لشريكته”. العلاقة بين إثنين هي علاقة مباشرة بين رجل وإمرأة، ويُفترض أن يكون فيها وضوح وطمأنينة. أمّا ردة فعل المرأة حيال خيانة شريكها لها، فتختلف من امرأة إلى أخرى وفق علم النفس.
ولكن الأهم في خيانة الرجل سؤال يدور في فلك هذه العلاقة: متى على المرأة أن تقبل بالرجل الخائن؟
يوضح الخبراء وجود نوعين من الرجال الخائنين: رجل خائن بطبيعته، وآخر طوال فترة العلاقة يظهر الاحترام والإخلاص لزوجته، ولكن لسبب ما يخونها، وقد يكون السبب إغراء من امرأة أخرى.
ورغم أنّ مسامحة المرأة لهذا الفعل يبقى قاسياً وصعباً عليها نفسياً ومعنوياً، إلا أنّ خيانة النوع الثاني من الرجال قد تحمل مبرارت تعطي الشريكة دفعاً للغفران والصفح.
وبالمناسبة، نشرت وكالة “كونا” أخيراً دراسة عن الغيرة الزوجية، معتبرةً أنّها أحد الأسباب الرئيسة لإصابة الزوجات بآلام الظهر والرقبة، مشيرة إلى أنّ عدم الاستقرار النفسي يدفع المرأة للشعور بالآلام، خصوصاً إذا لاحظت تغييرات مفاجئة على الزوج. وأوضحت الدراسة أنّ الضغط النفسي المتولّد من الافرازات الهرمونية يتسبّب في ارتفاع ضغط الدم المؤقت في مناطق الرقبة والظهر.
وعند مواجهة المرأة زوجها الخائن، شدّد الخبراء على أهمية أن تتجاهل دفاعه عن نفسه وألا تنصت إليه وألا تحكم عليه من دون دراسة للموقف بكل معطياته مع الأخذ في الإعتبار تاريخ العلاقة بينهما وطبيعتها ودرجة جديتها.
الخيانة خط أحمر
وفي العموم، لا بد من أن نذكّر الرجل أن الخيانة من الخطوط الحمر التي لا يجب الاقتراب منها لأنها تحطم العلاقة، وإذا استمرت، يحدث الشرخ والتصدع. في المقابل، ينبغي للمرأة الوقوف مع نفسها لحظة مصارحة ومحاسبة إذا أخطأت بحق شريكها أم أهملته، وبالتالي يجب أن تحتويه لأنّ الخيانة تكون في الغالب نتيجة إهمالها له، وعليها أن تشعره باهتمامها به وتكون دائماً جاهزة للقائه بذكاء، مما يجعله يكف عن التفكير حتى بفعل الخيانة.