دعت متخصصات في علم النفس والمهتمات باضطراب التوحد إلى ضرورة دمج المصابين باضطراب التوحد في المدارس العامة كون أن طبيعة اضطرابهم والتي تتجلى بشكل كبير في عدم القدرة على التفاعل الاجتماعي مع الغير، لذلك هم بحاجة إلى مزيد من تكثيف عمليات التواصل الاجتماعي وعدم عزلهم عن الغير من أجل أن يسهم ذلك في تحسين حالهم بشكل أسرع وأفضل.
وكانت هذه الدعوة قد حظيت بترحيب من الجمهور وذلك في الندوة العلمية والتي نظمتها لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بحي النخيل بالتعاون مع الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم في مستشفى دلة والتي كانت بعنوان التشخيص السلوكي المبكر للأطفال ذوي التوحد بمشاركة الدكتورة إيمان الحربي والدكتورة صفاء موسى وهدى الحيدر كما حضرت الندوة هيفاء العنقري رئيسة القسم النسائي بمركز التنمية بالدرعية ومجموعة كبيرة من المهتمات.
وخلال الندوة حذرت الدكتورة إيمان الحربي استشارية الطب النفسي من الحميات العشوائية للمصابين باضطراب التوحد والتي تقوم على حرمانهم من بعض الأطعمة كالحليب والخبز وذلك لاحتوائها على مواد قد تزيد من مضاعفات الاضطراب ويجعله يصل إلى مراحل متقدمة يتعذر من خلالها السيطرة على هذا الاضطراب وقالت بأن الحمية يجب أن تكون من الإخصائي المتابع لحالة المصاب وليس من اخصائية تغذية فلربما قد يكون ليس بحاجة لها.
وأشارت الدكتورة إيمان الحربي إلى أن بعض اللقاحات كلقاح النكاف والحصبة والحصبة الألمانية قد تكون مسبباً لإصابة الطفل بالتوحد لمن لديه استعداد مسبق للإصابة به إلا أن ذلك لايبرر للأهل تجنب تطعيم أولادهم خوفا من إصابتهم بالتوحد.
وقالت بأن الذكور أكثر إصابة بالتوحد من الإناث فمن كل خمسة مصابين بالتوحد أربعة منهم ذكور هذا بالإضافة إلى إنجاب الأطفال بعد أن تجاوز الوالد سن الأربعين هذا يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة
وذكرت على أنه بالرغم من عدم وجود علاج شاف للتوحد حتى الآن، إلا أن العلاج المكثف والمبكر، قدر الإمكان، يمكنه أن يُحدث تغييرا ملحوظا وجديا في حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.
من جهة أخرى أكدت الدكتورة صفا موسى أن اضطراب التوحد مازالت معدلاته ترتفع بشكل كبير، فبحسب أحدث دراسة سعودية تقول ان هناك من كل ألف شخص أربع إلى خمس حالات مصابة أي مائة وعشرين ألف حالة موزعة على مناطق المملكة ، ومعدلات الارتفاع في ازدياد حيث انها وصلت حالياً إلى مايقارب المائة وأربعين ألف حالة وعزت ذلك إلى زيادة الوعي باضطراب التوحد والكشف عليهم ومتابعة حالتهم ونبهت على أنه وبالرغم من ارتفاع حالات الإصابة إلا أننا في الوطن العربي نفتقر إلى المراكز المؤهلة والتي تحتوي مثل هؤلاء.
من جهة أخرى شددت الأستاذة هدى الحيدر على وجوب الاهتمام بالجانب الاجتماعي والتركيز عليه أكثر من الجانب اللغوي للطفل التوحدي وذلك كي يستقل بنفسة ويعتمد عليها ودعت إلى ضرورة قيام مراكز تأهيلية تستوعب مثل هذه الحالات بعد أن يتجاوز عمرهم السادسة عشرة حيث ان المراكز المتواجدة حالياً تتوقف عن قبولهم بعد تجاوزهم هذا السن، والطفل التوحدي كما هو معلوم بحاجة إلى علاج مكثف ومستمر حتى تتحسن حالته بشكل تصاعدي فترك العلاج والمتابعة المستمرة قد يجعل حالته تتدهور وتتوقف عن التحسن.