الأوروبيون مقبلون على الØÙŠØ§Ø©... بينما Ù†ØÙ† عالقون Ù�ÙŠ التاريخ
بعيدًا عن الرجل والمرأة الأدب هو الأدب والإبداع لا جنسية له
علم النÙ�س ساعدني على إدراك Ø®Ù�ايا النÙ�س البشرية وتØÙ„يل الأمور
القاهرة - آية ياسر:
طبيبة وكاتبة عراقية من أصول كردية, ØµØ§ØØ¨Ø© قضية أخذت على عاتقها الدÙ�اع عنها انها ليلى جراغي التي اضطرت ككثير من الأكراد الى الخروج من الوطن مع أسرتها Ù�ساÙ�رت الى هولندا.
عملت هناك كمعالجة Ù†Ù�سية, Ù�لمست معاناة العرب المغتربين, خاصة الأكراد, وهو ما انعكس Ù�ÙŠ روايتيها "الجدار" Ùˆ"الصدأ", ØÙˆÙ„ القضايا التي تناقشها الروايتان, ورØÙ„تها مع الكتابة الأدبية كان ل¯"السياسة" معها هذا الØÙˆØ§Ø±:
كي� كانت بدايتك مع عالم الابداع والكتابة الأدبية?
قبل Ø§Ù„ØØ±Ø¨ بين العراق والكويت كنت عضوة Ù�ÙŠ Ø§ØªØØ§Ø¯ الأدباء والكتاب العراقيين, وكنت أكتب ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ القصص القصيرة, والمسرØÙŠØ§Øª التي نشرت Ù�ÙŠ عدد من الصØÙ� العراقية مثل "المرأة", "الأقلام" Ùˆ"القادسية", ونظرًا لظروÙ� سياسية اضطررت للخروج من العراق عام 1990 وهاجرت الى هولندا, ثم انقطعت Ù„Ù�ترة من الزمن عن ممارسة الكتابة, وتÙ�رغت لدراسة علم النÙ�س وشغلتني مسؤوليات بيتي وأسرتي, وكذلك عملي كمعالجة Ù†Ù�سية هناك. وخلال تلك الÙ�ترة كانت الكتابة بالنسبة لي مشروعًا مؤجلاً, الى أن صدرت لي Ù�يما بعد روايتي الأولى "الجدار" عن الدار العربية للعلوم Ù�ÙŠ بيروت. وتلتها رواية "الصدأ" التي صدرت عن دار نينوى للنشر Ù�ÙŠ دمشق.
التهميش
ما الذي تدور ØÙˆÙ„Ù‡ رواية "الجدار"?
هي رواية ØªØªØØ¯Ø« عن الاغتراب, والتعصب القومي والسياسي, وانعكاسات ذلك على أبطال الرواية ÙˆØªØªØØ±Ùƒ Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« من خلال أسرة عراقية من أصول كردية ايرانية, تعرضت لسلسلة من الاغترابات سواء Ù�ÙŠ وطنها العراق, أو الوطن الأم ايران, أو وطنها الجديد هولندا. وقد عانت بطلة الرواية "لارا" من مشاعر التهميش هي وبقية أسرتها, وتلك الأقلية الكردية التي ينتمون اليها Ù�قد عانوا من التهميش داخل العراق لأن الØÙƒÙˆÙ…Ø© العراقية Ù�ÙŠ ذلك الوقت كانت تنظر لهم على أنهم أقلية, غير عربية, وغير مرغوب Ù�يها. وعندما اندلعت Ø§Ù„ØØ±Ø¨ العراقية الايرانية Ù�ÙŠ الثمانينات تعرضت تلك الأقلية الكردية للاضطهاد من السلطات العراقية, وتم ترØÙŠÙ„هم قسرًا عن العراق, Ù�عانوا من التهميش Ù†Ù�سه Ù�ÙŠ ايران ØÙŠØ« كانوا يعاملون كعراقيين. واتجهت البطلة Ù�ÙŠ رØÙ„تها الأخيرة مع أسرتها الى أوروبا, ØÙŠØ« كانت تØÙ„Ù… ببلد جديد ÙŠØØªØ±Ù… انسانيتها, وتلاقي Ù�يه القبول كأي مواطنة هناك الا أن ارثها الشرقي جعلها تواجه صعوبات Ù�ÙŠ الاندماج مع ذلك المجتمع, Ù�لم تستطع الانتماء اليه, لتنتهي رØÙ„Ø© اغترابها الى ما لانهاية.
كي� جاء اختيارك لعنوان الرواية?
تعمدت أن اسميها "الجدار" لأننا Ø£ØÙŠØ§Ù†Ù‹Ø§ نضع جدارًا Ù†Ù�سيًا عازلاً بيننا وبين الآخرين بسبب العرق أو اللون أو الدين, من دون أن Ù†Ù�كر Ù�ÙŠ أن تلك الأمور تصنع ØØ§Ø¬Ø²Ù‹Ø§ Ù†Ù�سيًا بيننا, وبين من نتواصل معهم.
لماذا يبدو الشكل الروائي ل¯"الجدار" قريبًا من التØÙ„يل النÙ�سي, والسيرة التاريخية?
ربما هذا بØÙƒÙ… عملي كطبيبة Ù†Ù�سية, Ù�علم النÙ�س ساعدني كثيرًا على ادراك Ø®Ù�ايا النÙ�س البشرية, وتØÙ„يل الأمور والقضايا النÙ�سية والسياسية Ù�ÙŠ المØÙŠØ· الاجتماعي برمته, تØÙ„يلاً علميًا دقيقًا الى ØØ¯ ما.
ظرو� صعبة
ماذا عن روايتك الثانية "الصدأ"?
رواية ØªØªØØ¯Ø« عن أسرة عربية تتكون من زوج عربي وزوجة كردية, هاجرا الى أوروبا مع أبنائهما, وتعرضوا لعدد من الظروÙ� النÙ�سية والاجتماعية الصعبة. وتعتمد الرواية Ù�ÙŠ معظم Ø£ØØ¯Ø§Ø«Ù‡Ø§ على التØÙ„يل النÙ�سي للشخصيات, وتستخدم تقنية "الÙ�لاش باك" ØÙŠØ« الرجوع الى تاريخ شخصيات الرواية, وأوضاعهم الاجتماعية والبيئية, Ù�ÙŠ وطنهم العراق, وتجاربهم الشخصية, ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« النÙ�سية التي مروا بها, وانعكاساتها على شخصياتهم, وواقعهم ÙˆØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… بالخارج.
لماذا تبدو الغربة تيمة أساسية �ي أعمالك?
لأن هذا واقع مرير Ù�رض Ù†Ù�سه علي شخصيًا, ÙˆÙ�رضته السياسات الخطأ سواء Ù�ÙŠ العراق أو ايران وكان علي أن أتقبله, وأتعايش معه, وأيضًا أكتب عنه, وكلي أمل أن يأتي يوم أجد Ù�يه بلداننا العربية والاسلامية تتمتع بديمقراطية ØÙ‚يقية وليست ظاهرية, وأن ÙŠØØªØ±Ù… Ù�يها الانسان غيره, دون أن يضع ØÙˆØ§Ø¬Ø² Ù†Ù�سية على أساس اللون, أو العرق, أو النسب, أو القومية, وأن Ù†ØØ¨ بعضنا بعضًا, ØØªÙ‰ نبني بلداننا, ونعيش السلام مع أنÙ�سنا وغيرنا.
ما الموضوعات التي ت�ضلين الكتابة عنها بشكل عام?
دائما تدور كتاباتي ØÙˆÙ„ التقاليد الاجتماعية الخطأ وانعكاساتها على الأÙ�راد Ù�ÙŠ المجتمع Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯, وعن الاغتراب بجميع أنواعه سواء المكاني, أو النÙ�سي, وكذلك الاغتراب داخل الوطن أو خارجه. وبشكل عام أكتب عن الموضوعات الاجتماعية وأØÙŠØ§Ù†Ù‹Ø§ السياسية Ù�Ù�ÙŠ رأيي أنه ØØªÙ‰ الخبز قد Ø£ØµØ¨Ø Ø³ÙŠØ§Ø³Ø©.
تبدو معاناة وطنك العراق جلية �ي كتاباتك, �الي أي مدى تعتقدين أنها أثرت �ي ابداعاتك?
من الطبيعي أن توثر كثيرًا Ù�قد ولدت Ù�ÙŠ العراق وأدمنت ماءه وهواءه, وبشكل عام Ù�ان قضايا الوطن العربي الاجتماعية والسياسية سواء Ù�ÙŠ العراق أو خارجه تهمني, وهي جزء مني وأنا جزء منها ومنها القضية الÙ�لسطينية, وقضايا كثيرة عالقة مثل Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال. ولم تساهم الغربة Ù�ÙŠ تغيير مساري النÙ�سي والÙ�كري, Ù�هي ربما غيرت Ù�ÙŠ مظاهري لكن دواخلي ما زلت مليئة Ø¨Ø±ÙˆØ§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø´Ø±Ù‚, ÙˆØ³ØØ±Ù‡ Ù�أنا Ø£ØØ¨ بلد الراÙ�دين, وجميع البلدان العربية الاسلامية, وأعشق مصر لذلك انتقلت للعيش Ù�يها, واخترتها لتكون بلدي الثاني.
عبرت �ي روايتيك عن مشكلات العرب �ي الغربة, ما أهم تلك المشكلات برأيك?
معظم المغتربين أو أغلبهم يعانون من الاغتراب النÙ�سي والاجتماعي وذلك لأنهم يأتون الى تلك البلدان الغربية وهم ÙŠØÙ…لون معهم ارثهم الديني والاجتماعي, وقد يعيشون ØØ§Ù„Ø© من العزلة, وعدم القدرة على الاندماج مع واقعهم الجديد وهذه Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© تختلÙ� من شخص الى آخر بدرجات متÙ�اوتة, ولكن Ù�ÙŠ النهاية لدى جميعهم معاناة ØÙ‚يقية اسمها الاغتراب.
ØØ±ÙŠØ©
هل Ø£ØªØ§ØØª لك الهجرة Ù…Ø³Ø§ØØ© أكبر من Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ©?
Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© لا تÙ�Ù…Ù†Ø ÙˆÙ†ØÙ† ÙˆØØ¯Ù†Ø§ القادرون على نيلها ÙˆÙ„Ù„ØØ±ÙŠØ© Ù…Ù�هومان Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا خطأ وهو Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© التي لا هدÙ� لها, أما Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© الØÙ‚يقية Ù�هي Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© الهادÙ�Ø© والمسؤولة سواء Ù�ÙŠ اتخاذ القرارات, أو ØØ±ÙŠØ© الÙ�كر النابعة من انسانيتنا, ولقد ØØµÙ„ت بالÙ�عل على تلك Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ©, ولن أقول أن ذلك بÙ�ضل أوروبا, ذلك لأنني كنت Ø£Ù�كر, وأكتب قبل هجرتي اليها ولكن الÙ�رق أنه لا توجد Ù�ÙŠ أوروبا رقابة Ù�كرية, ولا شخصية Ù�يمكنك أن تكون ØØ±Ù‹Ø§ بلا خوÙ�.
كي� وجدت نظرة الغرب للعرب المهاجرين?
هناك Ù�رق شاسع بين الشخصية العربية, والغربية ليس من ØÙŠØ« الأÙ�ضلية وانما لكل منهما قيمة, وتصورات مختلÙ�Ø© عن الØÙŠØ§Ø©. ربما لأن الشخص الأوروبي مقبل على الØÙŠØ§Ø©, وينظر الى المستقبل من منظار دقيق, ÙˆÙ…ØØ¯Ø¯, أما Ù†ØÙ† Ù�عالقون Ù�ÙŠ التاريخ, ولدينا قيم بعضها خطأ, والبعض الآخر جميل ولهذا ÙŠØØ¯Ø« الاختلاÙ� Ù�ÙŠ الرؤى, والعادات والتقاليد, بين الأوروبيين والشرقيين المغتربين.
هل تنطلق كتاباتك من منظور نسوي?
لا, �أنا ضد �كرة أدب المرأة, وأدب الرجل �الأدب هو الأدب, والابداع لا جنسية له.
هل هناك مدرسة أدبية تنتمين اليها?
لا Ø£ØØ¨ التقيد بمدرسة أدبية بعينها, كما لا Ø£ØØ¨ الكتابة على نمط ÙˆØ§ØØ¯ Ù�مثلا أسلوبي Ù�ÙŠ رواية "الجدار" يختلÙ� عنه Ù�ÙŠ "الصدأ" لكنني بشكل عام أميل الى الاتجاه الواقعي التØÙ„يلي.
ماذا عن مشاريعك المستقبلية?
أنا بصدد نشر رواية ثالثة اجتماعية تØÙ„يلية تناقش القضايا الاجتماعية العربية مثل: الÙ�قر والجهل والتعصب, علاوة على الكثير من القضايا المهمة التي تشغل تÙ�كيري, ويمكنني أن أكتب عنها عدداً من الروايات.