إعداد - محمد ص�وت:
مثلما يختل� الانسان مع الاخرين يمكن ايضاً ان يختل� مع ن�سه وقد يتعجب البعض قائلاً كي� يختل� الانسان مع ن�سه? والرد على هذا السؤال بسيط - وهو ان الانسان قد يتصر� �ي لحظات الغضب والان�عال تصر�اً خطأ يندم عليه بعد ذلك, ويظل الاس� - او الشعور بالندم - قائما �ي الن�س, وقد يستمر الانسان �ي تأنيب ذاته واتهامها بالزلل والقصور ويقول لو كنت �علت كذا لكان كذا, والمعرو� ان »لو« ت�تح عمل الشيطان كما يقول الحديث الشري�.
يقول خبراء علم الن�س ان الانسان �ي بعض الاحيان يواجه مواق� تجعله يجري بعض التغييرات �ي نمط حياته او �ي منهج عمله اليومي او سلوكياته, ويصحب هذه التغييرات الكثير من مشاعر القلق والتوتر والواقع انه �ي هذه الحالة الحرجة يظهر مدى قدرة الانسان على التحمل.
هناك - على اية حال - شيئان لابد ان يظهر تأثير احدهما على الانسان:
اما ان يعيش بائساً تعيساً نتيجة التغييرات المذكورة او يصبر ويتحمل ويتيح لن�سه �رصة كي تلتئم الجروح وتهدأ الاحوال, ومن الطبيعي ان يجد الانسان ن�سه �ي حيرة من امره, لكن عليه الا يقلق والا يبتئس �يما يتعلق بمسألة ادانة ن�سه او الع�و عنها, و�يما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها �ي رحلة الانسان نحو الغ�ران والع�و عن الذات:
1- �هم �ن الغ�ران: عليك - عزيزي القارئ - ان ت�هم كي� تع�و عن ن�سك وتتغاضى عن سيئاتها الا ان هذا الغ�ران لا يعني نسيان كل ما حدث, كما لا يعني ان ما حدث امر مقبول وان كل شيء على ما يرام, ومن الا�ضل ان ت�هم ن�سك وتقبلها على علاتها بتحملك مسؤولية الخطأ الذي ارتكبته او القصور الذي بدر منك كما ينبغي الاست�ادة من الخطأ والعزم على عدم تكراره ومن الم�يد �تح الباب امام عيارات جديدة لتحسين نوعية الاداء ور�ع مستوى الانجاز.
2- �هم أهمية الغ�ران: ان الانسان بطبيعته خطاء, ولابد من الاستعداد للع�و عن الن�س وغ�ران زلاتها, واذا لم تستعد للغ�ران �انك ستظل تشعر بالحزن والاسى, لهذا ينبغي تحرير الن�س من الاثار السلبية للاخطاء والذنوب والانطلاق الى عالم رحب من السماح والغ�ران وبهذه الطريقة تتسع الا�اق وتزول القيود وعوامل الكبت والضغوط الن�سية وين�تح المجال امام الصلح مع الن�س ويصبح الانسان اهنأ بالاً واسعد حالاً.
3- قبول الذات على علاتها والاعترا� بالماضي: على الانسان الا يتبرأ من ماضيه او يحاول الهروب منه والمعرو� ان الماضي انتهى, وما �ات �ات ولا يمكن تغييره وكل ما بامكانك ان ت�عله هو ان تتقبله وتعتر� به, و�ي الوقت ذاته ينبغي التركيز على الحاضر, والشاعر يقول:
ما مضى �ات.. والمؤمل غيب
ولك الساعة التي أنت �يها
4- الاعترا� بالخطأ: اولى خطوات الص�ح عن الذات هو الاعترا� بالخطأ, وما لم تعتر� بالخطأ �انك لن تشعر بالحاجة الى الع�و عن ن�سك.
5- حب ن�سك: تعلم - عزيزي القارئ - كي� تحب ن�سك وتقدرها كما انه من المستحسن قبول الذات على علاقتها والاعترا� بان الخطأ شأن بشري وتعود على مصالحة الذات اذا ادركت انك اخطأت مع ابداء الرغبة �ي الاصلاح والتطوير.
6- مواجهة الماضي: عليك بالسيطرة على ذاتك والتحكم �ي تصر�اتك وحاول ابداء الاستعداد لتحمل نتائج الخطأ اذا وقع والرغبة �ي الاصلاح بعد ذلك, والبعد عن تبكيت الذات والشعور الدائم بالذنب, واذا لم تستطع ان تحب ن�سك �انك لن تكون قادراً على الع�و والغ�ران.
7- السماح للن�س بنسيان جراح الماضي: عليك ايضاً بالصبر حتى تندمل الجراح واذا لم تحصل على الوقت الكا�ي للتخلص من الجراح �لن يكون بمقدورك ان تع�و عن ذاتك.
8- الاعترا� بالمشاعر والان�عالات الذاتية: من الا�ضل الاعترا� بالاحاسيس والمشاعر الواقعية وعليك قبولها بدلاً من انكارها او التهرب منها او مداراتها ومن بين هذه الشاعرة السخط والضيق والغضب والخو� والاحباط.
9- تحديد الوجهة الايجابية: و�ر الحب لذاتك واحرص على إرضائها وحدد لانشطتك الاتجاه الايجابي الصحيح ومن الطبيعي اذا احببت ن�سك ان تحب الاخرين وان يحبوك كذلك وستنظر الى الحياة �ي هذه الحالة من منظار ايجابي.