الثرثرة هي الحديث الزائد عن المعدل الطبيعي للكلام.. وقد تتهم المرأة بالثرثرة.. وقد يصل الازواج إلى حد الجنون إذا كانت زوجاتهم من هذا النوع. فكيف يتعامل الرجل المسلم مع المرأة الثرثارة؟!.
وما هو تفسير علم النفس لهذه العادة السيئة؟!
الشيخ أبو بكر الذهبي:
على الزوج أن يحسن التوجيه برأفة وحنان ووعي
آراء متعددة
مروان متزوج منذ خمسة عشر عاماً، ورغم انه قليل الكلام إلا انه تعود على الثرثرة التي تطرحها عليه يومياً زوجته بعد عودته من العمل، ففي البداية كانت مستفزة بكثرة أسئلتها وادق تفاصيل.
فثرثرة المرأة محنة لا تفوقها محنة لأن أكثر ما يزعج زوجتي ويخرجها عن طورها هو منعها من الكلام وايقافها عن ثرثرتها، فهي كثيرة الأسئلة وتهتم بأدق التفاصيل المملة، هذا هو الروتين اليومي وتزداد كمية الاسئلة حسب الظروف وحسب الأجواء، الأمر الذي يزعجني احياناً واخرج عن طوعي ويزداد غضبي.
أما زميله بسام فيقول ان زوجته تصنف من النساء الثرثارات من الدرجة الاولى ما ان يفتح باب البيت حتى تبدأ بسرد ادق التفاصيل ماذا فعلت شقيقتي وكيف كانت صبحية الجيران وتحركات الحي منذ بدء النهار وحتى آخر المساء تقرير كامل ومفصل بأدق التفاصيل، وتتحجج بأنها تريد مسايرتي واطلاعي على الواقع الذي تعيشه ولكي اظل على اطلاع لجميع المشاكل والاحداث والاخبار التي تدور حولنا وفي الكثير من الاحيان تؤدي ثرثرة زوجتي إلى اضطراري للنوم باكراً أو الخروج من المنزل..
ولكن ماذا تقول المرأة عن الثرثرة؟!
{ ميرنا تؤكد ان الثرثرة ليست صفة ملتصقة بالمرأة فقط بل هي موجودة أيضاً عند الرجال، ولكن الرجال مجرد ما تتكلم المرأة عن موضوع ما وتسهب به يتهمونها بالثرثرة وكثرة الكلام، معتبرة ان ثرثرة المرأة مع زوجها هي نوع للتقريب بينها وبينه ومشاركتها في حياتها... مما يخلق جواً من الود والمحبة والكلام بالنسبة لها هي افضل وسيلة للتعبير عن ذلك.
{ كما ان هناك رجالاً يرفضون ثرثرة النساء، فإن هناك نساء لا يحبون هذه العادة، هكذا تقول سوزان بان صفة الثرثرة لا تنطبق عليها، فهي تعتبر نفسها امرأة من النوع الذي يفضل الانصات على الكلام إلا ما دعت إليه الضرورة، وقد لا تنكر ان الفراغ عند الكثير من النساء يخلق جواً من الملل مما يضطرهن إلى تشغيل ألسنتهن.
رعد
{ «الثرثرة وسيلة للخروج عن مؤثرات ورواسب اجتماعية وضغوط نفسية» هذا ما عبرت عنه الاختصاصية النفسية زينة رعد مضيفة أن الثرثرة عند المرأة قد تكون أحياناً متنفساً بعكس الرجل الذي يلجأ أحياناً للصمت.
وترد كثرة الثرثرة بأن ميل المرأة إلى كثرة الكلام له دلائل متعددة ربما لشعورها باغواء النفس والحاجة إلى الحب والحنان، وأكثر النساء الثرثارات غالباً ما يعانين من اهمال الزوج وانشغاله باعباء واهتمامه بأخرى.
وتضيف: ان بعض علماء النفس يرون ان النساء ثرثارات بطبيعتهن نظراً لتكوينهن السيكولوجي، إذ يشعرن بان الكلام وسيلتهن للوصول إلى الهدوء والاحساس بالسلام الداخلي.
وتشرح ان اهم عوامل الثرثرة عند المرأة انها تهوى البحث وراء الاسرار فتصبح كثيرة الاسئلة والثرثرة وتسعد بسرد تفاصيل حياتها لتحظى ربما باهتمام من حولها، وفي احيان اخرى تتحول الاحاديث المطولة من النساء إلى وسيلة لاكتساب الخبرة والتزود بالمعلومات في كافة شؤون الحياة وخاصة في الموضوعات الخاصة بالمرأة، كما ان الكثير من النساء يلجأن إلى استخدام الثرثرة لغزو القلوب وكسر الحواجز النفسية بينها وبين الآخرين خاصة إذا كانت تراهم للمرة الاولى فالتعامل الودود المنفتح يشجع الطرف المقابل للتفاعل مع الشخصية الذي امامه والتخفيف من قدر التحفظ الذي يغلف به شخصيته مع الغرباء وفي كل الاحوال ليس من المناسب تعميم اسباب الثرثرة ونتائجها فترى بعض الرجال لا يكرهون ثرثرة زوجاتهم لانهم لا يفضلون المرأة الصامتة المملة التي لا تشارك زوجها مشاكله، بل ان الثرثرة الجميلة من المرأة تسلي الزوج وتنزع الهموم عن قلبه اما إذا تحولت إلى احاديث شاكية ونعي للحظ فانه بالطبع الزوج سيتضايق منها كثيراً.
وترى ان ميل الكثير من النساء إلى الثرثرة يرجع إلى عامل فسيولوجي يجعل من محصولهم اللغوي وقدرتهم على الكلام يفوق الرجال بدرجة كبيرة، فالثرثرة تشكل عبئاً نفسياً وعصبياً يصل إلى حد ازعاج المحيطين بالشخص الثرثار ولذلك علينا التفريق بين الفضفضة والثرثرة لما للثانية من أضرار أجتماعية وصحية واولها ضياع الوقت والجهد فيما لا طائل من ورائه ونشوء جو من التوتر الأسري.
الذهبي
{ الشيخ أبو بكر الذهبي قال: انطلاقا من القاعدة القرآنية: «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد»، ينبغى أن يحاسب الإنسان نفسه على كل كلمة، وكما قيل: الكلمة تملكها قبل أن تنطق بها، لكنها تملكك ساعة نطقت بها؛ لذا نقول بداية أنه لا فرق في كثرة الكلام بين المرأة والرجل.
وأضاف: إذا ما أردنا التحدّث عن المرأة الثرثارة فيجب أن نشير إلى أنّ هذا المصطلح لا يكون إلا للمرأة التي تكثر من الكلام فيما لاينفع، وأحيانا في الكلام الضّار كالكذب والغيبة والنميمة وشهادة الزور والقيل والقال، وهو للأسف ما أصبح منتشراً في الكلام النسائي في ما يسمّى «بالصبحيّات»، ولعلّ السبب الأساس في انتشار هذه الظاهرة هو الفراغ.. فإذا لم تملأ المرأة وقتها بما ينفع شُغلت بما يضرّ، كما أنّ الجهل بعواقب الأمور ومخاطر الثرثرة يسهم في انتشار هذه النقيصة لذلك على المرأة أن تملأ أوقات فراغها بما ينفع كذكر الله تعالى فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال لسانك رطباً بذكر الله، وحضور مجالس العلم التي ترغّب بفضائل الأعمال وتحث على عمل الخير وتحذّر من مخاطر المعاصي.
واختتم: إن على المرأة الصالحة أن تكون ذات أثر في أي مكان تكون فيه فتأخذ المبادرة للدعوة إلى الله وطرح من الأحاديث ما ينفع لأنّ اللسان إذا لم تشغله بالخير أشغله الشيطان بالشر وأخيراً لا آخراً ينبغي على الزوج أن يحسن التوجيه والنصح وأن يرأف بمن ينصح فلا يكون فظّاً ولا معنّفا إنما يدعو إلى الخير بالتي هي أحسن ويدعو بعد ذلك الله أن يهدي من يحبّ.
تحقيق: منى توتنجي