المراهقة المتأخرة مصطلح متداول اجتماعياً أكثر مما هو متعارف عليه علمياً، وفي علم النفس هناك ما يطابقه وهو أزمة منتصف العمر، وهذه الأزمة دائما ما تحدث في مرحلة ما بعد سن الأربعين من العمر عند الرجال، حيث يشير الكثير من علماء النفس إلى أنها حالة من حالات الرغبة في التغيير بالمظهر العام والملبس، لكن الأشد خطورة حين تتحول إلى تغيير العلاقات الزوجية وهنا الطامة الكبرى، فالمراهقة المتأخرة دائماً ما تخلق مشاكل بين الزوج وزوجته قد تؤدي للطلاق، وهذا بدوره يؤدي إلى التفكك الأسري.
يحاول بعض الرجال من الذين تنطبق عليهم مقولة «مراهق في الخميسن»، أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، سعياً لمحاكاة تصرفات الشباب في مرحلة المراهقة الأولى بكل مظاهرها كالاهتمام بالأناقة أو إقامة علاقات عاطفية متعددة، خاصة مع صغيرات السن أو الزواج بهن، لكن هل من الممكن أن نعتبر تلك التصرفات ظاهرة عامة يعيشها الرجل؟ وهل تستدعى مراهقة الخمسين أن تعلن المرأة حالة الطوارئ لحماية مملكتها من الانهيار والتفكك الأسري؟، أم علينا إدانة هذا النوع من الرجال وبقوة لعدم وعيه ونضجه واعتباره مسؤولاً عن التصرف؟.
نغمة شبابية
عن ذلك، تقول باسمة جابر إنها لم تدرك أنه بعد 20 عاماً من زواجها، ستنقلب حياتها رأسا على عقب، حيث أصبح زوجها يتذمر من تصرفاتها ويعلق على ملابسها ومكياجها بطريقة ساخرة، وعندما تناقشه في أي موضوع يحاول أن يتجنب الحديث معها، كما بات لا يطيق البقاء في المنزل ويتهرب منها دائماً .
وتتابع، أصبح يهتم بنفسه أكثر مما سبق، حيث يشتري الملابس التي لا تليق به عمراً أو بمكانته الاجتماعية، حتى الشعيرات البيضاء تحولت إلى سوداء بفعل الصبغة التي يستعملها، كما باتت أحاديثه تتمحور حول شبابه الضائع، وأنه طيلة العشرين عاماً الماضية أضاع عمره في تفاصيل العمل والحياة دون أن يلتفت إلى شبابه وسعادته، وأن الوقت أصبح ملائماً كي يعيش هذا الشباب المهدور، وفجأة أصبحت نغمة هاتفه المتحرك شبابية بالدرجة الأولى، فحينما يرن غالباً ما أسمع رنة المطربة إليسا أو نانسي عجرم.
وبلهجة غالبها الحزن أشارت باسمة إلى أنه قد تكون هذه المرحلة التي يمر بها زوجها مؤقتة، وأن كل ما تتمناه أن تنتهي بسرعة، قبل أن تصل إلى مرحلة أسوأ، خاصة أن الوضع أصبح لا يطاق. ... باقي المقال