قد يبدو أمرا طبيعيا بالنسبة لك فى أن تتجاهل أحيانا بعض نداءات الفقراء والمحتاجين لمساعدتهم، وذلك إما لأنك لا تريد أن تشعر باستغلال أحد منهم أو لحاجتك فى أن توفر نقودك، ولكن الأمر قد يكون أخطر من ذلك، حيث أشار عدد من الباحثين بجمعية علم النفس الأمريكية إلى أن تجاهل الإحساس بالرحمة والتعاطف الذى يشعر به الإنسان تجاه الفقراء وعدم الاستجابة لهم هو أمر له آثار خطيرة على سلوك الإنسان، ويجعله يفقد بعضا من التزاماته الأخلاقية، قد تصل إلى أنه بعد ذلك قد لا يراعى أى أخلاقيات.
وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية “Psychological Science”، فى الخامس عشر من شهر مارس الجارى، وهى تصدرها جمعية علم النفس الأمريكية.
وشملت هذه الدراسة العديد من المشاركين، حيث قاموا بعرض ١٥ صورة عليهم تضم العديد من الأشخاص بلا مأوى وضحايا حروب وأطفال باكية، وطلبوا من بعضهم بأن يتجاهل أى شعور بالتعاطف تجاه ما يراه، بينما طلبوا من الآخرين أن يتصرفوا بشكل طبيعى، ثم قاموا بعد ذلك بسؤالهم بعض الأسئلة وعرضوا عليهم بعض الاستبيانات التى بنوا عليها دراستهم.
وأشارت الدراسة إلى أن الإنسان عندما يقوم بتثبيط الإحساس بالرحمة والتعاطف تجاه الفقراء فإنه يعقب ذلك فقدانه لبعض رصيده الأخلاقى، والذى يعتمد عليه الإنسان فى جميع تعاملات حياته.
وأضافت الدراسة بأن الرحمة والتعاطف هما “باروميتر” ومقياس أخلاقيات الإنسان، وعلى أساسها يتعامل الإنسان فى جميع المواقف التى يمر بها خلال حياته، ولذلك فإنه عندما يتجاهل الإنسان تلك الأحاسيس فإنها ستؤدى لخلل فى هذا الميزان.