دايفيد بيكهام وبيلوبي كروز مريضان بالوسواس القهري احذروه

 

 

الـ Syllogomania هي عدم القدرة على التخلّص من المقتنيات

 أكّدت الدراسات أن عدم معالجة الوسواس القهري تزيد من حدَّته

 إن إستغرق حمّامك ثلاث ساعات يومياً فأنت مصاب بالوسواس

يجب أن يلمس المعالِج الأشياء التي يخشاها المريض

 الــArithmomania  هي وسواس احتساب كلّ ما يحيط بنا  

 

من منّا لا يتحقّق من إقفال قارورة الغاز عند الخروج من منزله؟

ومن منّا لا يتأكّد من إقفال سيارته عندما يغادرها، ولا يغسل يديه قبل وبعد تناوله الطعام؟

كلُّ ذلك فعلٌ طبيعي نقوم به، ولكن ماذا عندما يتحوّل هذا العمل من فعلٍ عادي إلى وسواس؟

الوسواس القهري يُهيمِن على حياتنا اليومية، ويسبِّب لنا وللمقرَّبين منّا أضراراً نفسية وجسدية، على سبيل المثال: الإستغراق ثلاث ساعات يومياً في 

الإستحمام،

واستعمال مساحيق كيميائية لغسل أيدينا! 

مع الأخصائية في علم النفس العيادي،  والمعالجة النفسية المعرفية السلوكية لِيا صوايا كان هذا الحوار عن الوسواس القهري.

 

* ما هو الوسواس القهري؟

- ينحصرُ في وساوس/Obsessions وأفعال قهرية/Compulsions، لذلك ندعوه بالـObsessive Compulsive Disorder OCD.Obsessions/الوساوِس: هي عبارة عن أفكار متسلّطة، إندفاعات وصور تُهيمِن على عقل الشخص رغماً  عنه، تسبِّب له قلقاً وتوتراً. يعلم الشخص أنها منه، لكنه لا يستطيع التخلّص منها، وتُقسَم الوساوِس إلى:

١ – أفكار/ Ideas: أفكار وسواسية تتعلّق بالجنس والدين، كأن نسأل السؤال الغريب وغير المنطقي: من خلقَ الله؟ 

٢ – فوبيا/Phobias: الفوبيا من الإصابة بمرض ما، كالإيدز والسرطان إلخ، أو العدوى من تلوّث ما. وهنا الخوف ينشأ خلافاً للفوبيا التي تكلّمنا عنها في عددٍ سابق، حتى عندما لا يوجد مسبِّبٌ للخوف.

٣ – إندفاعات/Impulses: الوسواس المتكرّر من القيام بعمل خارج عن السيطرة.

٤ – الصور/Images: وهنا تسيطر الصورة بدلاً  من الفكرة.

الأفعال القهرية Compulsions: هي أفعال متكرّرة، على سبيل المثال: غسل اليدين، التأكّد من الأغراض إلخ، أو أفعال عقلية بُغية الحدّ من القلق/Anxiety الذي يتعرّض له الشخص. نذكرُ على سبيل المثال الـ Trichotillomania أو نتف الشعر الذي يماثل الفعل القهري، حيث يشعر المصاب باللذّة، يليه شعورٌ بالندم، والـSyllogomania أو عدم القدرة على التخلّص من مقتنيات، حتى ولو لم يعُد الشخص بحاجة لها، والــArithmomania أو وسواس احتساب كلّ ما يحيط به. هذه الوساوِس والأفعال القهرية تمنع الشخص من ممارسة مهنته أحياناً، وتؤثّر سلباً  عليه وعلى محيطه، نظراً لأنها تأخذ أكثر من ساعة خلال اليوم الواحد.

 

* ما هي أسباب الوسواس القهري؟

- أهمّها تلك التي تؤدي للإصابة بهذا الإضطراب، وهي الوراثة.. فحوالى ٣٠ ٪ من أقارب المريض يكون لديهم نفس الإضطراب، وهنا يتداخل العامل الوراثي مع العامل البيئي.

 

* ماذا تقصدين بالتداخل ما بينهما؟

- أعني بذلك البيئة العائلية والإجتماعية، فلمحيط الشخص ولأسلوب تربيته دور رئيسي، مثل تأثير الوالدة المصابة بالوسواس في تصرّفاتها، ما ينعكس على أطفالها سواء وراثياً  أم  بيئياً، إضافة إلى العامل الفيزيولوجي، كوجود بؤرة كهربائية في لحاء المخّ، وعلاقتها بالناقلات العصبية التي تسمّى سيروتونين، لذا تعمل الأدوية المضادة للوسواس القهري على التقليل من ناقل السيروتونين/الـserotonin هذا. إضافة إلى طبيعة الشخصية التي تلعب دوراً أساسياً في مختلف الإضطرابات النفسية، وهنا نتكلّم عن الشخصية الوسواسية القهرية/sessional Compulsive Disorder، التي تتصف بالصلابة وعدم المرونة، وصعوبة التكيّف والتأقلُم مع الظروف المختلفة.

 

* تقولين أنّ هذا الإضطراب سببه فيزيولوجي ووراثي، يعني أنه من غير الممكن أن تذهب هذه الوساوِس لوحدها، إذا ما تُرِكت للوقت؟

- صحيح، أكّدت الدراسات أن عدم معالجة الوسواس القهري، تزيد من حدَّته، ويبقى المريض متنقلاً من وسواس إلى آخر، وقد يؤدّي هذا إلى تأزّم الحالة النفسية، وربما ينعزل الشخص عن أسرته ومحيطه.

 

* متى تبدأ العوارض؟

- يمكن أن تبدأ عوارض الوسواس القهري بالظهور في آخر مرحلة الطفولة، وخلال المراهقة.

 

* هل يمكن أن نلاحظ الإضطراب لدى المصاب؟  

- نعم، وذلك من خلال العوارض التالية: قلق دائم، كآبة مستمرّة، إخفاق مهني أو مدرسي، إضطرابات في التصرّف (نوبات عصبية، تفادي أمور معيّنة، التغيّر في عادات الأكل) أو من خلال وجود وسواس قهري مشخَّص لدى أحد أفراد العائلة، أو تذمّر الأشخاص المقرّبين من تصرّفاتٍ لا يفهمونها. 

 

* هل من خصائص لشخصية المريض؟

 نعم نذكر منها:

- الصلابة وعدم المرونة.

- صعوبة التكيّف والتأقلم مع الظروف المختلفة.

- حبّ النظام والروتين وضبط المواعيد.

- الدقّة في كل الأعمال التي يقوم بها.

- الإهتمام بالتفاصيل في كلّ كبيرة وصغيرة.

- الثبات في المواقف الشديدة.

- التميّز بالذكاء وسرعة البديهة.

- كثرة الشكّ.

- وجود بعض الأفكار الإضطهادية.

- أفكار وسواسية قهرية.

-أفكارٌ وأفعال وسواسية مختلطة.

- شخصية غير مرنة.

- المعاناة من أفعاله الوسواسية.

- كثرة الشكوى من الآخرين.

- كثرة التصادم مع الآخرين.

 

*  ما علاج الوسواس القهري؟

- العلاج النفسي الذي أثبت نجاحاً في مواجهة هذا الإضطراب هو العلاج المعرفي السلوكي Cognitive Behavioral Therapy.

يمرّ العلاج بمرحلتين:

- أولاً العلاج المعرفي والتعرّض للأفكار الوسواسية، بداية من خلال التخيّل.

<