"ياعم مش هنقولك"، و"انت ملكش عازة"، وأخيرًا "العنتيل"، من بين أبرز العبارات التي ظهرت مؤخرًا، ويتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، و"تويتر"، وغيرها، والتي بمجرد سماعها للمرة الأولى من خلال قائليها - الذين تحولوا إلى نجوم، وانتشرت كالنار في الهشيم، ويتم توظيفها في سياقات الأحاديث بين الشباب.
خبراء في علم النفس والاجتماع، أرجعوا هذه الظاهرة إلى ما اعتبروه التركيز الإعلامي على الشخصيات والألفاظ، محذرين من خطورة انتشار الرذيلة في المجتمع بشكل كبير إثر ذلك.
جاءت أبرز الشخصيات التي أصبحت نجومًا على مواقع التواصل الاجتماعي، شخصية "عبد الفتاح الصعيدي"، وهو مواطن من المحلة محافظة الغربية أدين بممارسة العلاقات غير الشرعية مع عدد من السيدات، وأطلقت عليه وسائل الإعلام اسم "العنتيل"، وهو رمز للقوة الجنسية، كذلك أحمد التباع، الذي اشتهر بمكالمته الشهيرة مع عشيقته، وكان يمارس معها الجنس عبر الهاتف، وظهر في فيديو آخر يفتخر بتعدد علاقاته الجنسية مع عدة سيدات.
أخيرًا هشام الحرامي، والذي ألقى القبض عليه بتهم سرقة أجهزة المحمول من المتواجدين بميدان التحرير في إحدى المليونيات، وكان في حالة سكر، وتحول إلى أحد أبرز الشخصيات في فيس بوك ووسائل الإعلام، ثم أحد الأشخاص الذي قيل إنه ينتمي لحزب النور السلفي، والذي أطلق عليه "عنتيل السنطة"، حيث تداول أهالي مركز السنطة بمحافظة الغربية فيديوهات له وهو يمارس الجنس مع العديد من الفتيات.
وقال الدكتور محمد سمير، أستاذ علم النفس، إن الوضع الأخلاقي في المجتمع أصبح ينحدر من سيئ إلى أسوأ، وأضاف أن الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحوا فخورين بالأعمال المنافية للآداب.
وأوضح أن السبب في ذلك، أن الشباب أصبح بعيدًا كل البعد عن التمسك بالقيم والمبادئ والأخلاق نتيجة ما يراه ويشاهده في وسائل الإعلام من أفلام هابطة ومنحطة، بالإضافة إلى الاهتمام الإعلامي الكبير بأي أفعال منافية للأخلاق، خاصة إذا ارتبطت بفصيل سياسي معين.
وقالت الدكتورة عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن وسائل الإعلام لها دور كبير في أن يفتخر الشباب بمثل هذه الأفعال المنافية للأخلاق، وأضافت أنها دائمًا ما تتعمد نشر الإشاعات والأقاويل وإطلاق المصطلحات الإعلامية على أفعال من المفترض أن يستنكرها الجميع.
وأكدت أنه من المتعارف عليه أن مصطلح "عنتيل" يرمز للقوة، إلا أن الإعلام أطلق هذا المصطلح على من يمارسون الرذيلة، وبالتالي الجريمة تقع على وسائل الإعلام لأنها هي من نشرت هذا المصطلح في المجتمع، بل تمادت في الجريمة ووصفت للشباب بأن "العنتيل" هو الشخص القوي جنسيًا.
وأشارت إلى أن الشباب أصبح يستخدم هذه المصطلحات ويفتخر بها؛ لأنها أصبحت من وجهة نظره رمزًا للقوة والشجاعة، وبالتالي أصبح الشباب لا يستنكر هذه الأفعال، بل يفتخر بها، كما أن ما يحدث في الشارع السياسي له دور بارز في هذا الأمر، فعلى سبيل المثال كراهية البعض للجيش والشرطة جعلتهم فخورين بما حدث لنسائهم، وينطبق الأمر أيضًا على الطرف الآخر، فكراهيتهم للتيار الإسلامي جعلتهم فخورين بالقبض على أحد الملتحين بتهمة ممارسة الرذيلة والأفعال المنافية للأخلاق.
وبدوره، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن كل ما يثار حول مصطلح "العنتيل" مجرد فرقعة إعلامية عن أفعال خاصة بمناطق معينة، بالإضافة إلى استغلال المرأة وإهانتها، وكأن من يمارس الرذيلة حقق انتصارًا بطوليًا.
وأضاف صادق، أن القوى السياسية استخدمت هذا المصطلح للتشهير ببعضها البعض، حيث إن "جماعة الإخوان المسلمين شهرت بالقضية الأولى ضد النظام، والنظام الحالي فاسد ومنحل، كما استخدمت القوى السياسية الأخرى القضية الأخيرة ضد السلفيين، وقالوا إن السلفيين يتاجرون بالدين، وأصبح كل طرف يستخدم هذه الكلمة وفق توجهه السياسي".
وأشار إلى أن من يطلقون عليهم مصطلح "عنتيل" أشخاص يمارسون الرذيلة ويقومون بأفعال منافية للأخلاق وللمجتمع، وللأسف الإعلام يقوم بالتشهير بمثل هذه القضايا، لأنه أصبح يميل لنشر القضايا المثيرة للوصول إلى أكبر عدد من المشاهدات.
وأكد أن كثرة استخدام هذا المصطلح بين الشباب، سيؤدي إلى انتشار الرذيلة والأفعال المنافية للآداب، لأنهم سيتصورون أنها أفعال بطولية تدل على الشجاعة والقوة، بالإضافة إلى أنه نوع من الإهانة والاحتقار للمرأة المصرية.
اقرأ أيضًا: