حليمة مسعود (مختص في علم النفس العيادي) لـ”الجزائر نيوز”: المناخوليا والنرفزة من الأمراض النفسية الناتجة عن الاكتظاظ في المدن الكبرى

يوضح المختص في علم النفس العيادي، حليمة مسعود، في حديثة لـ«الجزائر نيوز” أن الاكتظاظ الذي تعرفه المدن الكبرى له انعكاسات سلبية على الجانب النفسي للفرد الذي أصبح يقضي وقت لا يستهان به، في هذه الحالة ينتح قلق دائم يتسبب في بروز أمراض نفسية على غرار المناخوليا، العصاب، النرفزة، الباتولوجية.

ناقش المشاركون في الندوة المتعلقة بالاكتظاظ المروري، تأثيره على ارتفاع حوادث المرور إلى جانب الانعكاسات الاقتصادية والصحية. هل يمكن أن تحدثنا عن التأثيرات السلبية للظاهرة على الصحة النفسية للفرد؟

المواطن الجزائري، اليوم، أصبح يمضي وقتا لا يستهان به وسط ازدحام الطرق بالسيارات، وهذا ما يسبب له العيش في حالة قلق دائم، خاصة وأن استعمال الطريق، اليوم، لم يعد وسيلة للترفيه بل مصدر اشمئزاز، فعلى سبيل المثال أغلب الأشخاص الذين ينتقلون بسياراتهم الخاصة يجدون صعوبة في الحصول على أماكن ركن لسياراتهم لاستخدام الميترو، الذي يعتبر انجاز إيجابي يمكن أن يخفف من زحمة المرور.

هل يمكن أن تحدد لنا الأمراض النفسية المترتبة عن العيش في حالة القلق الدائم بسبب الاكتظاظ؟

هناك عدة أمراض نفسية ناتجة عن القلق الدائم الذي يعيشه الجزائري بسبب الاكتظاظ المروري، الذي يؤدي إلى الهلوسات الفكرية التي تنتج عنها أمرض مثل العصبية أو النرفزة، العصاب، الباتولوجية، المناخوليا، ويصبح الفرد يعيش في صراع داخلي بين الروح والجسد، وهذا ما يؤدي في أغلب الأحيان إلى الإصابة بحالة اكتئاب، لأن الفرد يقوم بعملية الاسترجاع وبالتالي أعضاء النفس البشرية تصاب باضطرابات.

وهل يرافق هذه الاضطرابات النفسية أعراض جسدية؟

صحيح، التأثيرات النفسية السلبية المترتبة عن الحالة التي يعيشها الفرد في هذه الفترة، لها انعكاس سلبي على الصحة الجسدية وعلى أعضاء جسم الإنسان، منها اضطرابات عضلة القلب، الأمراض التنفسية المترتبة عن استنشاق الهواء الملوث.. إلخ.

هل يمكن القول إن الاضطرابات النفسية الناتجة عن هذه الحالة من شأنها تنمية السلوك العدواني لدى الفرد؟

بالتأكيد، الاضطرابات النفسية تؤدي إلى خلل عضوي لأن الشعور بالقلق يولد العدوانية وبالتالي يلجأ الفرد في هذه الحالة إلى استعمال الحركة والتحطيم والشتم والسب...

في اعتقادكم ماهي الحلول المقترحة لتفادي كل هذه الاضطرابات؟

أولا لابد من إعادة النظر في التخطيط العمراني للمدن الكبرى، وإنشاء ممرات تنهي حالة الاكتظاظ التي تعرفها هذه المدن، إلى جانب ضرورة التركيز على تغيير سلوكات المواطن، ولا يمكن القول إن التغيير في سلوكاته صعب، لأن كل فرد في المجتمع الجزائري مستعد للعدول عن السلوكات السلبية، إلى جانب إعادة النظر في أوقات العمل ولابد أن نجعله تناوبيا أي أن توزيع ساعات العمل يكون على فترة النهار والليل، ومن المفترض أن دخول التراموزاي والميترو حيز الخدمة سيساهما في التخفيف من حدة هذا الاشكال.

حاورته: سارة. ب



التعليقات
(0)add

min/maxإظهار/إخفاء التعليقات


feedإظهار/إخفاء صندوق مربع التعليقات



busy

Leave a Reply