لم تعد حدوتة قبل النوم مجرد قصة يتم تأليفها في التو واللحظة بغرض السيطرة على الطفل ليدخل في النعاس بسرعة، فقد أكد علماء النفس، وكما جاء في دليل "تنمية مهارات الوالدين للاهتمام بالطفل"، الذي أصدره المجلس القومي للطفولة والأمومة، والذي عكف على إعداده خبراء في علم النفس واجتماع فقد خلصوا إلى أنه توجد عدة طرق تساعد الآباء والأمهات على كشف مكنونات وأسرار شخصية واتجاهات أطفالهم وتركيباتهم النفسية، وذلك من خلال حدوتة قبل النوم، وقد حددوا لذلك بعض القصص التي من الممكن للأم الاستعانة بها لترويها لهم، وبالتالي من الممكن أيضا للأم التعرف من خلالها على أهم سمات نفسية طفلها.
ينصحونك أيضا عزيزتي الأم بألا تعتمدي على السرد المتواصل فقط دون توجية الأسئلة وطلب التوقعات والاستنتاجات المتوقع حدوثها من طفلك.
وأوضحوا أن هذه الخطوة توسع من مداركه وتعزز خياله ليكون خيالا خصبا منفتحا، مؤكدين أنه عندما يتعود طفلك على ذلك يصبح طفلا يقظا يشارك برأيه بفاعلية ينشأ شابا إيجابيا.
وقالوا إن إشراك طفلك الرأي يعكس ذلك عن شخصية لا تكون مجرد شخصية تتلقى الأحداث فقط، بل هى مشاركة لها رؤية وفكر وليست شخصية تابعة لفكر وقناعة أمه فقط.
وعليكِ أن تعتمدى خلال القصة والحدوتة على فقرات وابعدي عن السرد المجرد، تلتقطي أنفاسك لتتركيه يعقب برأيه هو وتصوره وعما وصل إليه من معان.
وقد ساق الخبراء قصة لتحكيها اليهم وانتظري رد فعلهم وهى قصة "السندريلا"، فإذا لاحظت أن طفلك شعر بتفوق وتميز بنات زوجة أبيها على السندريلا، فإن طفلك بذلك يكون من النوع الاستسلامي قصير النفس، ولكنه إذا قاطعك أثناء سردك للحكاية وتعاطف مع سندريلا وتمنى لها النصر، فمعنى ذلك أن قيم الخير والحق والعدل لديه قوية ولكنها تحتاج لمن يدعمها ويعززها.