دهش الجميع لما قاله مندوب الشركة، وهو يعرض مزايا جهازه الجديد، والذي كلف جهدا فاق عشر سنوات من البحث والتعديل والتجريب لما جعله في صدارة المنتجات، غاب جاسم مدير الشركة التي ستأخذ وكالة هذا الجهاز عن إدراكه لدقائق لأنه بدأ بالتفكير في عمق وخطورة هذا الجهاز: يا للهول جهاز يبث اشعاعا على رأس أي إنسان، ويخرج تقريرا عن تجاربه ومهاراته وقدراته وقوة تصرفه
الأمر في غاية الخطورة، هل سنكتشف ضحالة بعض المتصدرين؟ وهل ستتغير معايير التوظيف والتعليم والقيمة الحقيقية لكل شخص؟ هذا لا يصدق هل يعقل أن نصدم بأن أصغر موظف قد يكون أكفأ من مدير الشركة؟
وهل سيتم اختيار أصحاب الكفاءات بشكل أدق، فلكل كفاءة وظيفة وتخصص يناسبه؟
ما الذي قد يحصل في العالم؟ هذا رائع وسيوفر علينا الجهد والوقت، وسنجني أرباحا طائلة..هل ستصبح الابحاث العلمية أكثر دقة فبعد الاستبيانات والتي قد تفتقر للدقة سنخرج بنتائج هائلة..إنه الغوص في العمق البشري ومعرفة الكثير من التصرفات وتحليلها.. هذا يعني قفزات في علم النفس والتربية والاجتماع بل والسياسة والتنمية البشرية.. هذا قد يفتح بابا في العلاقات الزوجية وحسن الاختيار و..و.. المندوب: جاسم.. جاسم.
٭ نعم.. أعتذر منك كنت أفكر بجهازكم الرائع، تفضل أكمل.
٭ يا حضرة المدير لا ألومك في انبهارك بالجهاز لأنه فعلا سبق لا مثيل له، وصاحب شركتكم أخبرني بأنك المسؤول الأول والأخير في قبول هذا الجهاز ورفضه.
٭ هذا صحيح.
٭ جميل جدا.. إذن الأمر كما يبدو شبه منته.
٭ فعلا هو شبه منته وهل يعقل رفض مثل هذا الاختراع الجبار.
٭ بقيت خطوة أخيرة قبل توقيع العقد، نجربها عليك، أولا وهذا طلب صاحب الشركة في حال قبولك.
٭ ماذا؟ حسنا فكرة رائعة أنا الآن مضطر لإنهاء الاجتماع، وغدا لنا لقاء.
يخرج المندوب، ويتبعه المدير بنظره حتى خرج، ويهمس في أذن السكرتير: أخبره عن رفضنا للمنتج.
humod2020@
qlm97@hotmail.com