الوعي الصوتي والتسمية السريعة للحروف أساس تعلم الطفل القراءة

أبوظبي (الاتحاد) ـ كان الاعتقاد القديم بين علماء التربية يذهب إلى أن عين الإنسان تركز أثناء القراءة على أحرف مختلفة في نفس الكلمة بدلا من أن تمر مرور الكرام على الصفحة بأكملها، إلا أن فريقاً بحثياً قاده سايمون ليفرسيدج أخصائي علم النفس الإدراكي في جامعة ساوثامبتون، استخدم آلة تتبع متطورة للعين كشفت أن الأشخاص يقومون بتركيب مقاطع من الكلمة يفصل بينها حرفان في المتوسط. إلا أن نتائج الدراسة يمكن أن تقود إلى وسائل أفضل لتعليم الأطفال القراءة وتقدم علاجا لمن يعانون مشكلة في القراءة مثل من يعانون من مرض التلعثم.

فعسر القراءة، المتعارف عليه بـ «الديسلكسيا» يعرف بأنه إحدى صعوبات التعلم المتباينة، وهو خلل محدد متعلق باللغة وذو أصل تركيبي يتميز بصعوبة في تفكيك رموز الكلمة المنفردة، مما يعكس عادةً عدم كفاية في المعالجة الصوتية. هذه الصعوبات في تفكيك رموز الكلمة المنفردة هي في الغالب غير متوقعة بالنسبة للعمر والقدرات الذهنية والأكاديمية الأخرى، كما أنها غير ناتجة عن إعاقات نمائية عامة أو حسية.

فعسر القراءة يظهر كصعوبة متغيرة مع الأشكال المختلفة للغة، وغالباً ما يضم بالإضافة لمشاكل القراءة، مشاكل واضحة في اكتساب التمكن من الكتابة والإملاء.

ويرى سايمون ليفرسيدج، أن هناك عوامل تؤدي إلى صعوبات القراءة لدى الطفل بصفة عامة منها العامل التربوي، وتندرج تحته طرق التدريس، حيث يعتقد الكثير أن لطريقة تدريس القراءة دورا أساسيا في إبراز عسر القراءة، كما يعتقدون أن الطريقة الصحيحة لتعليم القراءة هي تعليم الأطفال أسماء وأصوات الحروف أولاً لتكوين الأساس لقراءة أفضل. إذن، سوف يكون الطفل الذي يتعلم بهذه الطريقة قادراً على تعلم الكلمات الجديدة وعلى التعرف على الكلمات غير المألوفة وعلى أداء أفضل في الإملاء.

أيضاً هناك العامل النفسي، الذي يتصل بالاضطرابات النفسية، وكذلك العامل العضوي، فهناك مناطق معينة في أدمغة الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة تتطور بصورة أبطأ عن الأطفال العاديين، وأن عسر القراءة ينتج من بطء بسيط في نضج الدماغ. كما أن الأبحاث الوراثية لعبت دورا مهما في اكتشاف أن 50% أو أكثر من الأطفال المعسرين في القراءة يتحدرون من عائلات بها حالات عسر قراءة أو اضطرابات متعلقة بها على مدى تاريخ العائلة. ويتيح مشروع الجينوم البشري تحديد الكروموسومات المسؤولة عن عسر القراءة.

يضيف ليفرسيدج: “ إن جميع الأبحاث تتفق على أن هناك ثلاث مهارات يمكنها التنبؤ، بجدارة، بمقدرة التعلم على القراءة في مرحلة ما قبل المدرسة أو في الصف الأول، وأن الأداء الضعيف بها قد يكون مؤشراً على وجود عسر القراءة لدى الطفل وهي: التعرف على الحروف والوعي الصوتي خصوصاً عند استخدام الاختبارات التي تعالج جميع أو معظم مهارات تحليل الكلمة المنطوقة. والتسمية السريعة لمصفوفات من الحروف أو الأرقام أو الألوان أو الأشكال للتعرف على القدرة الحالية والتنبؤ بالقدرة المستقبلية على التمكن من مهارات القراءة عبر استخدام اختبارات سهلة التطبيق تقوم على قياس سرعة المعالجة الذهنية في استرجاع مكونات لغوية.

Leave a Reply