"الناخب" يُريدُك هَادئاً وَمَنْطِقياً !

أثبتت دراسة جديدة أشر� عليها �ريق من الباحثين �ي قسم علم الن�س �ي جامعة "ماكاستر" الأميركية أن الناخبين الأميركيين ي�ضلون التصويت للمرشحين ذوي الأصوات الهادئة! �حسب الدراسة المثيرة والتي نشرت �ي مجلة "التطور والسلوك الإنساني" �ي 14 نو�مبر الماضي يعتقد الناخب الأميركي أن المرشحين أصحاب الأصوات الهادئة والرزينة أكثر منطقية وجاذبية من غيرهم. بل ويربط بين الطرح الهادئ وص�ات الشخصية الجذابة. �المرشح الهادئ صادق وذكي وأكثر قدرة على التأثير المباشر �ي ناخبيه! ومن أجل أن يتحقق الباحثون من صدق �رضية تأثير الصوت الهادئ للمرشح �ي الناخب �لقد قاموا بإسماع من تطوعوا للدراسة أصوات مرشحين سابقين للرئاسة الأميركية. ولقد اكتش�وا رغم إختلا� الأوضاع السياسية المرا�قة للترشيح لكن إستمر التأثير ال�اعل للمرشحين الهادئين والذين تميز طرحهم بالروية والكلام المنطقي (المصدر- يوريكا).
ومع أننا شخصياً نقبل- نوعاً ما- صحة �رضية طغيان الصوت العالي (الصراخ والنبرات الحادة) �ي إنتخاباتنا الديمقراطية الشرق أوسطية. ولكن مع ذلك نعتقد أن إنسان اليوم لم يعد يقبل التلقين المباشر والتلاعب �ي عواط�ه من بعض المرشحين الصارخين على الدوام! بل ويحق لنا �ي هذا المقام طرح تساؤل حول ما يحدث �ي بيئتا المحلية الكويتية: �من سيكون له نصيب الأسد �ي التأثير �ي الناخبين? وهل سيؤثر �ي قرارات هؤلاء الناخبين �ي الإنتخابات البرلمانية المحتملة اولئك الذين تقارب أصواتهم الزعيق أكثر من الطرح الهادئ والرزين? أم هل سيستمر الوضع كما هو عليه ويكون وقع بعض الذين يزبدون ويرعدون ويتنا�ضون على المنصات أكثر تأثيراً �ي تحديد كي� سيصوت الناخب الكويتي التقليدي?
إضا�ة إلى ذلك, ليس من المنطق إعتبار النبرات الحادة والتهديدية للمرشح مراد�ة دائماً للحق وللصدق. �ربما يعتبر الصراخ وتهديد الآخرين محاولة يائسة لإخ�اء وقائع غامضة لا ي�راد لعامة الناس إستيعابها بأي شكل من الأشكال. ولذلك �من المنطقي أن يكون أهل الأصوات الهادئة وأهل الطرح الرزين هم الأكثر تأثيرا �ي بيئتنا السياسية, وليس العكس. �من يستمر يرقى �ي طرحه السياسي ويلتزم بإحترام مبادئ الحوارات الهاد�ة والبناءة مع أبناء وطنه -رغم كل التشويش والضوضاء المحيطة به- ربما سيكون هو الأقدر والأكثر تمكناً �ي �هم أوضاعنا المحلية بشكل دقيق, وإيجاد حلول عملية لتحدياتنا الوطنية المشتركة. �لعل وعسى.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com

Leave a Reply