رام الله – معا - أكد الأخصائي النفسي الإكلينيكي، والمتخصص في علم النفس المجتمعي، محمد راجح العوري، اليوم السبت، على أهمية تحلي الفرد بالمناعة النفسية، التي تجعله أكثر قدرة وصلابة في مواجهة المشاكل والأمراض والتحديات والضغوطات المختلفة التي يواجهها الفرد في حياته.
وأوضح العوري أن المناعة النفسية للإنسان هي ضرورية مثلها مثل المناعة الجسدية التي يسمع بها الكثير من الناس، مؤكداً أن المناعة الجسدية تساهم في حماية الجسم من الأمراض المختلفة، بينما تساهم المناعة النفسية في قدرة الإنسان في الحفاظ على توازنه النفسي والإنفعالي، وتجعل الإنسان أكثر قدرة على مواجهة الأزمات والصدمات المختلفة، وتساعده في العودة الى حالته الطبيعية بعد تعرضه للمشاكل المختلفة التي يمكن أن يواجهها في حياته.
وأضاف العوري: هناك العديد من الأبحاث والدراسات تؤكد في مجلمها على أن الكثير من الأمراض والإضطرابات النفسية تؤدي الى أمراض عضوية، وأن الكثير من الأمراض العضوية يمكن أن يكون سببها عائد الى مشاكل أو أمراض نفسية، فكلما كانت المناعة النفسية والجسدية قوية لدى الإنسان كلما كان الإنسان أكثر قوة وصلابة على مواجهة المرض بطريقة أفضل.
وبين العوري أن المناعة النفسية يجب أن تتشكل مع الإنسان منذ الصغر وبالتحديد من مرحلة الطفولة، مؤكداً على أهمية الأسرة والتربية والتنشئة الإجتماعية والمدرسة في تنميتها وتكريسها، واعتبر أن وجود المناعة النفسية في مرحلة الطفولة ينعكس بشكل إيجابي على شخصية الطفل في هذه المرحلة وفي مراحل نموه المستقبلية، بحيث يقود ذلك الى بناء شخصية سوية تتمتع بالصحة النفسية، التي تقود الى بناء إنسان قادر على التوافق مع نفسه ومع الأخريين من حوله، وقادر على التعامل مع المشاكل الحياتية المختلفة التي يمكن أن يتعرض لها في حياته بطريقة تتسم بالنضج والوعي والمسؤولية.
وختم العوري قائلاً أن الآوان قد حان لأن نعطي الجوانب النفسية حيز أكبر من الإهتمام في الحياة اليومية لأن صحة الإنسان لا يمكن أن تكتمل بدون الصحة النفسية، فالأشخاص الذين يفتقرون الى الصحة النفسية والدعم النفسي هم ضحايا للمرض وللفشل وللجريمة في المجتمعات التي يعيشون بداخلها، لذا لا بد من تضافر الجهود من كل المؤسسات المعنية ومن كل المتخصصين في هذه المجال للعمل وبشكل جاد على خلق ثقافة مجتمعية تؤمن بأهمية الصحة النفسية ودورها الهام في حياة الأفراد.