السير خلال النوم ليس مرضا
<!--
GMT 12:03:10 2012 3 :
-->
يرفض أطباء علم النفس في المانيا تسمية من يمشي خلال النوم بالمريض، بل يعتبرون ذلك حالة عابرة وتختفي في وقت من الاوقات. ففي نصف الليل ينهض النائمون ويتجولون في المنزل وتكون نظراتهم حادة ومركزة الى الامام، بعدها يعودون الى السرير وكأن شيئا لم يحدث، واذا ما سؤلوا في اليوم التالي عن ذلك لا يتذكرون شيئا، حتى ان بعضهم يصاب بالغضب لانه يشعر بالاهانة. والملفت ان الرجال أكثر اصابة بهذه الحالة من النساء، وثبت علميا انه حتى ستة في المائة من الأطفال يعانون من ظاهرة المشي خلال النوم.
تقول دكتورة علم النفس هالديغارت مولر فوغت من هانوفر لقد أهمل الطب هذا الظاهرة التي تسمى sumnambulation اي السرنمة( السير نوما) لسنوات لانه اعتبرها حالة "عابرة"، لكن بعد تكرار الاحداث التي تقع لمن يمشي خلال النوم وبعضها خطير مثل السقوط من الشرفة او الخروج من المنزل من دون هدف، اصبح هناك من يحلل هذه الحالات ويخضع من يمشي ليلا للفحوصات لانها أضيفت الى قائمة الأمراض النفسية المحددة الزمن.
ويبدأ عادة هذا المرض مع الأولاد في سن الخامسة أحيانا وتبقى حتى الخامسة عشر ، ونادرا ما تبقى طوال الحياة. والمشكلة ان العائلة تخجل عادة من التحدث عن اصابة أحد افرادها بهذه الحالة او تقلل من شأن انعكاساتها التي تكون عادة نفسية وجسدية معا لمصاب، فتبقى ضمن جدران البيت من دون علاج .
وتشير أحدث التحليلات لحالة السير خلال النوم حسب الدكتورة مولر غوفت الى انها في الغالب غريزية وتبدأ مع المصاب بها في الفترة الانتقالية من النوم العميق الى حالة الحلم، فتتحكم بتلك الفترة اضطرابات نفسية لم يكشف أسبابها حتى الان، وبعكس النائم العادي تحدث هذه الحالة في وقت يكون فيه الدماغ نشيطا فيؤدي ذلك الى وضع من اللانوم واللايقظة، فيتحمل الدماغ اكثر من طاقته وبالنتيجة تبقى الاتصالات مع مركز الحركة فيه عاملة ونشيطة فيرسل حوافز عصبية الى العضلات في الجسم وفي البداية في الساقين ثم العينين فتنفتحان، فينهض النائم ويبدأ بالمشي الى الامام، وتحدث هذا الحالة عادة في الثلث الأول من الليل. وقد يكون ذلك ناتجا عن الارهاق النفسي والعصبي المتواصل.
وهناك حالات كثيرة تحدث عندما يكتمل القمر، لان من يسير خلال النوم يتجه في سيره الى الزاوية المنيرة لانها واضحة واسهل للوصول اليها، وهذا قد يدفعه مثلا للخروج الى الشرفة، لذا يجب اقفال الباب باحكام.
ومع ان مولر غوفت لم تتمكن من تحديد الرابط بين الحالتين لكنها تعتقد انه وعند اكتمال القمر تزداد الحقول المغناطيسية على الارض قوة، وهناك من يصاب بالارق لكن هناك أيضا من يتأثر جهازه العصبي بالوضع فيحدث إيقاظا لمناطق معينة في الدماغ الذي يصدر أوامر تنفذ من دون وعي. والسير خلال النوم يدوم لبضع دقائق لكن قد يطول حتى النصف ساعة، ولدى الاولاد فان هذه الحالة ليست يوميا.
ومن أهم عواقب السير خلال النوم الاصطدام بطاولة او كرسي أو أي شيء فيصاب السائر بالجروح ولا يعرف سببها عندما يستيقظ، لذا تنصح الطبيبة الوالدين باتخاذ بعض الاجراءات كي يتنبهوا، كوضع جرس على باب الولد يحدث صوتا عند فتحه، وعدم تركه يبيت في بيت غريب عنه أو في خيمة اذا كان رياضيا.
وتفسير سعي السائر خلال النوم الى النور يعني ايضا انه يستعين به في توجهه، فهو يستطيع الحركة والمشي، لكنه فاقد التحكم لخط سيره، لانه يسير عبر الغريزة التي لم يتعمق العلماء في البحث فيها. ولا تنصح الطبيبة الالمانية ان يتم ايقاظ السائر خلال النوم بعنف وقوة لانه سوف يستيقظ فجأة ويرى نفسه في وضع غير طبيعي او انه في مكان غير سريره، فتكون ردة فعله خاطئة وقد تكون عنيفة أيضا. لذا يجب ايقاظه بهدوء او الامساك بيده والتوجه به الى السرير كي يواصل النوم.
والملفت ان الكثير ممن يمشي خلال النوم يشعرون بالجوع، وبعضهم يتوجه الى الثلاجة ويأكل ما يجده فيها بغض النظر عما اذا كان يحبه ام لا، حتى انه يأكل الشكولاته بغلافها الورقي، وفي الكثير من الأحيان تنتهي جولته الليلية عند الثلاجة فيتوجه الى السرير.
وعلاج المصاب بالسير خلال النوم معقد جدا، ولانه حالة يقتضي مراقبة صاحبها فقط لانها تختفي في سن معينة تقول الطبيبة ان العناية العائلية هي أفضل علاج طالما ان هذه الحالة ستزول دون ان تترك ايضا تأثيرات سلبية.
إطبع