«العمل الرديء»، «أحلام ضائعة»، و«الإرهابي»، ليست عناوين قصص أو مسلسلات، إنما تسميات تضعها السعوديات لأزواجهن في الهواتف، إما نتيجة علاقة متوترة معهم، أو خوف من حسد يمنعهن من اختيار أسماء جميلة.
تقول الدكتورة عصمت عبد المجيد المتخصصة في علم النفس الاجتماعي: إن ذلك يعود إلى «عوامل نفسية وعاطفية تتداخل لتوحي لك باختيار اسم معين، تتحرك أصابع يديك بأوامر منها لتخزينه، فيقترن برقم الشخص كلما تتم عملية الاتصال بينكم»، وتضيف:" إن أسماء مثل الحب الغالي أو بعد البشر، أو حبي الوحيد، العمل الرديء، والإرهابي، لا يتم اختيارها بعشوائية عند كتابتها أو اختيارها، حيث إننا نختار اسم الشخص بناء على مشاعر داخلية تجاهه، فالأشخاص العاديون مثل زملاء العمل نضع أسماءهم الصريحة أو لقبهم دائماً وأحيانا اسم الشركة فقط، أما الأصدقاء فكثيراً ما نستخدم أسماء دلع أو رمزا خاصا يدل عليهم».
وتستطرد: «في حالة الأزواج فإن اختيار الاسم يعبر عن عمق العلاقة بين الزوج وزوجته، فنلاحظ أن الشابات الصغيرات لديهن ميول نحو أسماء معبرة عن مشاعر حبهن تجاه الخطيب أو الزوج، وتستمر محتفظة بالاسم إلى أن يحصل شيء تتغير فيه مشاعرها أو تكتشف أن هذا الزوج لم يكن كما تأمل فتغيره إلى اسم آخر، فهي تعرف الكثير ممن كتبن أسماء أزواجهن في بداية الأمر تدل على حب، وبعد مشكلة بينهم ينتهي الأمر باسم عادي»، مشيرة إلى أن المرأة العاطفية والحساسة «تختار اسما معبرا عن خيبة أملها مثل أحلام ضائعة، أما إذا كانت العلاقة تحمل نوعاً من العداء أو الحرب الصامتة كما يقال، وكانت الفتاة تميل للدعابة أو متهورة ولا تخشى العواقب فيمكن أن تعبر عن مشاعرها بوضوح باختيار أسماء مستفزة أو تعبر عن رؤيتها له».
وتوضح أن «بعض السيدات تغير نغمة الرنين بحسب علاقتها مع زوجها، فإذا كانت العلاقة جيدة كانت نغمة الرنين تعبر عن ذلك، أما في حالة العلاقة المتوترة فلها نوع آخر من نغمات الرنين التي تدل على الحزن والعتاب والغضب».
ولا تؤيد نورة البديوي نظرية ـ اختيار الاسم الذي يرتبط بالمشاعر، تقول: «ثقافة المجتمع تفرض أحياناً الاسم الذي نكتبه ففي ثقافة تخاف من الحسد والعين لا تميل السيدات كثيرا للتعبير عن عواطفهن بكتابة أسماء تدل على ذلك، وهو ما ينتشر في الثقافات الأجنبية المختلفة، فهي تعرف الكثير من العلاقات الزوجية الجيدة، لكن الزوجات يملن لكتابة الاسم بصيغة عادية كتسميته بلقبه أو كتابة زوجي»، وتشير إلى أن الحالة النفسية «ربما تلعب دورا فاعلاً في اختيار اسم يعبر عن سوء العلاقة أو تدهورها أو حتى باختيار نغمة رنين معينة خاصة بالجوال تختصر كتابة الاسم كبعض الأغاني التي انتشرت أخيراً فهي كفيلة بالتعبير عما في النفس».