د.عدنان الطوباسي - الزواج هو البداية الحقيقة لكل انسان على هذه الارض لكي يمضي في حياته وقد أكمل دينه ومشواره في الحياة ,فالزواج هو السكينة والامتداد البشري عبر التناسل والتكاثر وهو الامان للزوج والزوجة .
ويرى علماء النفس ان الانسجام الزوجي ليس سوى مظهر واحد من بين مظاهر قد تؤثر على الحياة الزوجية مثل عادات الزوج والزوجة وأسلوب كل منهما في الانسجام وعلاقتهما بالاسرتين المتصاهرتين وطريقتهما في تمضية اوقات فراغهما وارائهما السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية ,وهذه العوامل عندما تتنازع وتتصارع بعضها مع بعض فانها قد تتحكم في مصير الاسرة وقد تؤثر على الاتجاه العام للحياة الزوجية نحو السعادة او الشقاء .
ويقول أستاذ علم النفس د.مصطفى غالب ان اي انسان لا ينكر ما للمال والمادة من دور فاعل في صميم العلاقات القائمة بين الزوجين ويظهر تاثير السعادة الزوجية حينما يؤدي الى اسراف الزوج او الزوجة الى الاستدانة ,والاستدانة التي لا تتوقف حيث تبدأا شرارة الخلافات تظهر وتصبح حملا ثقيلا لا طاقة للطرف الاخر باحتماله وتصبح الحياة الزوجية مهزوزة وقد لا تطاق.
والحياة الزوجية تبقى سليمة ما دامت بعيدة عن مشاكل الاهل وتدخلاتهم وضعف الزوج او الزوجة امام تلك التدخلات التي قد تتقاقم.
بل ان كثيرا من خبراء الارشاد الأسري يقولون أن الخلافات تظهر من خلال تدخل شقيقات الزوج او الزوجة ويصبحن هن المسيطرات على هذا الطرف اوذاك مما يوجج الصراع ويصبح البيت الامن قابلا للسقوط.
وينصحون الأزواج بعدم الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة ,او الانتباه لما يسمعونه من كلمات من هناوهناك لانها قد تساهم في غياب السعادة الزوجية و قد تكون مصدر قلق وازعاج تذكي الخلافات وتزيد من شعلتها.
وكما يرى علماء النفس فان الانسجام بين الزوجين ليس عملية سيكولوجية تقترب بنضج الشخصية واكتمالها وانما هو ايضا ظاهره سوية توجبها طبيعة الحياة الانسانية التي لا تكف عن التطور والنمو والانسان يجد نفسه مجبرا باستمرار على ان ينسجم ويتكيف مع العالم الذي تتسع افاقه والذي يجلب له عددا غير قليل من المشاكل فمن الأولى ان ينسجم في الدائرة الأقرب الى سكينته .
وتاكيدا فالحياة الزوجية لا بد ان يكتنفها شيء من الخلافات لانها ملحها , اذا تم التعامل معها بذكاء وسعة صدر وعلى كلا الزوجين ان يكونا قادرين على الاحتواء والتعامل بمرونة مع كل ما يواجهانه من اختلافات وخلافات حتى يبقى البيت آمنا تظلله المحبة والسعادة والهناء.