أثار الفصل الثالث من الباب الثانى فى قسم علم الاجتماع بكتاب علم النفس والاجتماع المقرر تدريسه لطلاب الصف الثالث الثانوى العام المقبل 2013/2014، موجة من ردود الفعل المتباينة.
وزارة التعليم ممثلة فى الدكتور محمود ابو النصر خشيت أن يثير الفصل الذى جاء يحمل عنوان "علم اجتماع الثورة" لغطا كبيرا بين الطلاب، فقررت حذف الفصل المذكور من الكتاب قبل طباعته.
فصل علم اجتماع الثورة والذى حصل الدستور الأصلي على نسخة منها جاء فى 7 صفحات من القطع المتوسطة، وقدم مفهوما للثورة بأنها مصطلح يستخدم فى علم الاجتماع السياسى للتعبير عن التغييرات الجذرية والمفاجئة التى تحدث فى مجتمع فى النواحى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، واعتمد الفصل تعريف عالم الاجتماع "كرين برنتون للثورة" باعتبارها عملية حركية ديناميكية تنتقل بالمجتمع من بنيان اجتماعى إلى بنيان إجتماعى آخر" .
ويفرق الفصل المذكور بين الثورة والانقلاب ليوضح أن الثورة تنبع من الإرادة الشعبية الساعية للتغيير، أما الانقلاب فيعرفه الفصل المحذوف بأنه انتقال السلطة من يد فئة إلى يد فئة أخرى من نفس الفئة الأولى التى كانت تسيطر على الحكم أو على الأقل تشبهها، ويكون باستخدام وسائل العنف الرسمية دون ان يحدث تغيير فى وضع القوى السياسية فى المجتمع، وهو ما يعتبره الفصل المحذوف بأنه تغيير فى اوجه حال الحكم ، دون أن يكون هناك تغيير فى أجوال المحكومين، ويؤكد ان الانقلاب فى الغالب يكون بالاستيلاء على السلطة دون الرجوع إلى الإرادة الشعبية.
ويقدم أيضا مفهوم علم الاجتماع للحركة الاجتماعية، باعتبارها الجهد الذى يقوم به مجموعة من الأفراد لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف مشتركة، ويقسمها إلى ثلاثة أنواع حركات عامة وحركات خاصة، وحركات للتعبير.
ويفرق بين الثورة والحركة الاجتماعية، باعتبار أن الحركة الاجتماعية تقوم على تنظيمات ومؤسسات لها اهداف، وأن الثورة واحدة من وسائل تلك التنظيمات للوصول لأهدافها، ويؤكد أن الثورة الواحدة قد يشترك فى اشعالها أكثر من تنظيم من أجل تحقيق اهدافهم.
ويفرق بين الثورة والانتفاضة، فيذهب إلى ان علماء الاجتماع يصفون الانتفاضة بانها حركة للتغير بطيئة، بيما تمتاز الثورة بالسرعة فى تنفيذ ما يهدف إليه الثوار، وينتهى الكتاب من هذا التفريق إلى ان الثورة حدث مفاجئ منظم يسعى إلى إحداث تغييرات جذرية فى النظام الاجتماعى والسياسى.
ويلخص الكتاب أسباب الثورة فى منظومية ثلاثية الابعاد يطلق عليها الاستبداد السياسى والاجتماعى والاقتصادى، ليؤكد أن الثورات لا تقوم من أجل المعاناة الاقتصادية فقط، ولكن الظلم الاجتماعى، يهيئ النفس البشرية إلى الثورة لرفع هذا الظلم، وكذلك تقييد حرية الحركة وحرية الرأى والتعبير يؤدى إلى الثورة.
ويقسم الكتاب الثورات إلى ثلاثة أنواع ثورات اجتماعية وهى التى تسعى إلى إحداث تغيير فى النظام الاجتماعى القائم، وتعديل فى توزيع الثروة، وثورات سياسية، وهى الثورات التى تقوم تحت لواء مجموعة او تنظيم معين بهدف إحداث تغيير فى منظومة الحكم، وتغيير المجموعة الحاكمة بمجموعة جديدة، دون ان تسعى إلى غحداث تغيير مماثل فى النظام الاجتماعى القائم. اما الثورة الاقتصادية فهى ثورة تسعى إحداث تغييرات فى المنظومة الاقتصادية بالكامل، ولكن بصورة عنيفة، وتكون نتيجة للجوع وتدنى أحوال المعيشة.
ويقسم الكتاب الثورة إلى 5 مراحل، المرحلة الأولى هى مرحلة الأحلام والآمال العريضة بالنسبة لكل من شارك فى الثورة، والمرحلة الثانية هى مرحلة انقسام النخب الثورية إلى معتدلين ومتطرفين، ويؤكد الكتاب ان هذه المرحلة عادت ما تنتهى لصالح المتطرفين، وقد يستخدم فيها العنف لحسم الصراع البينى، وفى المرحلة الثالثة وهى مرحلة سيطرة قيادة موحدة على الثورة، وتلك القيادة تسعى لتحقيق اهداف الثورة بأى ثمن، وفى المرحلة الرابعة تقل حدة المطالب وتتراجع الشعارات الثورية، وبحسب الكناب فإنه فى هذه المرحلة عادة ما يتولى الحكم شخص قوى يحمل صدى الثورة، والمرحلة الخامسة هى مرحلة التخطيط للتنمية المستدامة.