الباراسيكولوجي.. مصطلح يتكون من مقطعين البارا والسيكولوجي وتعنى البارا قرب أو بجانب والسيكولوجي تعنى علم النفس فالمصطلح يعني ما يجاور علم النفس، وهناك من يدعوه علم نفس الخوارق وهناك من يدعوه ما وراء علم النفس.. الخ، من مصطلحات تجتمع عند معنى ما يتجاوز علم النفس من ظواهر خارقة وغريبة.
ولا شك أن صفات الغرابة والغموض وغير المفسر وغير الخاضع للمعطيات الكلاسيكية للمعرفة العلمية ومبادئها هي الجو يجمع التصورات والمضامين المعرفية لهذا العلم.
إنه علم يدرس الظاهرات المستغلقة على الفهم والخارقة للطبيعة والغريبة وغير المألوفة واللامعقولة أحيانا ويحاول أن يجد لها التفسير العلمي والفكري المناسب.
وهذه الظاهرات تشمل التخاطر والسيكوكينزيا والتعويم والجلاء البصري والتنبؤ وغيرها وهناك من يحاول أن يدخل في الباراسيكولوجي كل شيء من (علم التنجيم) إلى معتقدات وممارسات الطائفة الدينية البوذية في اليوغا وكل غريب وعجيب لقد استخدمت كلمة الباراسيكولوجي في ألمانيا في القرن التاسع عشر ويعتقد أن الفيلسوف النفساني ماكس ديوار 1867 1947 هو الذي استخدم هذا المصطلح لأول مرة وكان مهتما آنذاك بظواهر السحر والشعوذة.
إعداد - إميل أمين
ولو حاولنا أن نعقد مقارنة بين ما تتحدث به الموسوعة السوفييتية والموسوعة البريطانية عن هذا العلم لوجدنا اختلافات المدرسة الباراسيكولوجية تظهر بشكل واضح فيها، فالموسوعة السوفييتية الكبيرة المطبوعة عام 1974 تشير باحترام علمي كبير إلى الباراسيكولوجي فتقول إن آمال وجود عديد من الباراسيكولوجيين تنصب الآن على دراسة المجال الكهربائي المغناطيسي للكائن الحي كوسيلة للاتصال البيولوجي وكناقل للمعلومات، هذه الدراسات تجري على الحشرات والحيوانات والأشخاص ولكن العديد من الباحثين لا يربطون عملهم هذا بالباراسيكولوجي.
من هنا يمكن القول أن الأساس العلمي لهذه الظواهر لم يكتشف بعد. وتضيف الموسوعة (أن الأساس الوحيد الذي يستطيع الباراسيكولوجيين به أن يربطوا هذه الظواهر سوية هو سر الغموض الذي يسود هذه الأحداث) أما الموسوعة البريطانية فإنها تتحدث عن النظريات الخاصة بالظواهر الباراسيكولوجية بشكل يجعلنا نكتشف الاتجاه التشكيلي فيه، لأنها تعتمد على مفردات استبعدها الباراسيكولوجيون من زمان، فعلى الرغم من تسليمها بأن المهتمين بالدراسات السيكولوجية هم من بعض العلماء المبرزين إلا أنها تقر بوجود المشعوذين الذين يستغلون غرابة هذه الظواهر للعيش عليها.
أن الموسوعة البريطانية تخلط بين تحضير الأرواح وتجسدها وظاهرة الوساطة الروحية، مع ظواهر الباراسيكولوجي، كما أنها تعرض وجهات النظر المؤيدة والمعارضة للباراسيكولوجي، ولو اقتطعنا هذه العبارة الطويلة من رأي المعارضين كما تعرضه الموسوعة لوجدنا مصداق ذلك، إذ يوجه المعارضون انتقاداتهم لأساليب تقييم الاختبارات أو المعالجة الإحصائية، ويبدو واضحا أن الاختبارات الأولى كانت تنقصها الدقة نتيجة لضعف السيطرة، كما أن التحليلات الإحصائية كانت عرضة لانتقادات مشروعة. غير أن هذا الأمر لا ينطبق على الاختبارات الحديثة حيث بات من الصعب انتقاد أسلوب الاختبار أو المعالجة الإحصائية خاصة ما يتعلق منها بالأبحاث التي بدأت قبل عشرين سنة، أما اليوم فإن المعارضة تميل إلى التشكيك بمدى تطبيق العمليات الإحصائية على ظواهر الإدراك الحسي الفائق إضافة إلى الإدعاء بأن هناك نوعا من الغش بممارسة المختبر أو الشخص الخاضع للاختبار أو كلاهما.
ماذا عن الاستخدام الأمني والاستخباري للباراسيكولوجي، وكيف استطاعت أجهزة الاستخبارات الدولية تسخير هذا العالم في محاولة منها لتحقيق اكبر المنافع في حروبها الخفية حول العالم؟
الباراسيكولوجي يساوي الذرة
في كتاب (الاكتشافات السوفييتية الجديدة الخارقة للطبيعة) والذي ألفه صحفيان أمريكيان هما وليم ديك وهنري كريس من خلال زيارتهما للاتحاد السوفييتي نجد أن الهم المركزي للمؤلفين ينصب على كشف حقيقة استخدام السوفيت للباراسيكولوجي في كافة المجالات، ومن أهم المجالات التي ركز عليها هي مسألة المخابرات السوفييتي بالباراسيكولجي قديم جدا إلا أن استخدامه ضمن المخابرات يعود إلى عشرين سنة خلت وأن السوفيت يفرضون سرية تامة وتعتيما شديدا على جميع أنشطة وأماكن تواجد العلماء والباحثين السوفيت الذين يتعاملون مع الظواهر الخفية أو الباراسيكولوجي.
ويكشف المؤلفان عن الأسباب الحقيقية لاعتقال مراسل صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية (روبرت توت) في موسكو عام 1977 من قبل المخابرات السوفييتية حيث ظهر أنه تسلم وثائق سرية للغاية تتعلق بكيفية وضع أساس فيزيائي لظاهرة الباراسيكولوجي سلمها إليها أحد العلماء السوفيت المنشقين، ويرى المؤلف أن السوفيت اختاروا الباراسيكولوجي كطريق مهم للاتحاد السوفييتي وبالغ الأهمية يوازي الذرة والصاروخ والأضرار الاستراتيجية الأخرى، وفي أوائل عام 1977 شنت السلطات السوفييتية حملة لإيقاف تسرب المعلومات النفسية إلى الغرب.
والثابت أن الاهتمام السوفييتي بالباراسيكولوجي ظهر أيضا من خلال الصفحات العديدة التي تحدثت بها الموسوعة السوفييتية طبعة 1974 والتي تسبغ عليها صفة علمية وتكشف معلومات الكتاب الذي صدر عام 1979 حقيقة الصراع بين المخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات السوفييتية حول الموضوع، حيث ذكر الكتاب أن المخابرات الأمريكية من خلال اطلاعها على الموسوعة السوفييتية إفرادها صفحات كثيرة له جعلها تبحث عن حقيقة هذا الأمر توصلت إلى اكتشاف أن العلماء والباحثين السوفييت يعملون بصمت تحت ستار مكثف من السرية ضمن أسماء ومؤسسات مموهة، هي في الواقع تحت إشراف المخابرات السوفييتية وضمن أبحاث مهمة هدفها توسع أسس فيزيائية للباراسيكولوجي لأجل السيطرة على الحواس والتصرفات بإشراف مباشر وسرى للغاية من قبل الدولة من خلال المخابرات.
وقد كشف ذلك أحد المنشقين السوفييت (أوكن شيرت) المقيم في باريس في مقابلة أجريت معه عن اهتمام المخابرات السوفييتية بهذا الموضوع وقال بأنه في أواخر الستينات كان قد قضى سنوات عديدة في مختبر سري في مدينة (توفر سيبريساك) العلمية في سيبريا محاولا إيجاد أسس فيزيائية للطاقة ما فوق الطبيعة، كما أنه علم بأن أكثر من مختبر سري قد أقيم تحت الإشراف المباشر للمخابرات السوفييتية.
ويشير تقرير صدر عن المخابرات المركزية قد تأسس في الاتحاد السوفييتي مختبر خاص للباراسيكولوجي يعمل فيه فريق مكون من 300 شخص ما بين عالم فيزيائي وطبيب وعالم كيمياء حياتية ومهندس. ويضيف المؤلفان بأنهما قلقان على مصير الباحثين والعلماء السوفييت المختصين في علوم الفضاء والأطباق الطائرة و الباراسيكولوجي لأنهم يواجهون ضغوطا كثيرة لدفعه إلى العمل مع السلطات السوفييتية والمخابرات وتوظيف المعاهد الحربية، وقد تسنى لهما الإطلاع على بعض التقارير السرية القريبة التي جاءت بذكر محاولات سوفييتية ترمي إلى استخدام الاستبصار في التجسس.
وفي كتاب (ثورة الاستخبارات) للمؤلف حافظ إبراهيم عبد الله تأكيد كبير على أن التنويم المغناطيسي مستخدم عند بعض الدول على نطاق واسع، وأن أحسن الأسرار في بعض الأحيان يستحضر عن طريق تنويم شخص والطلب إليه الإتيان بالجواب ويقول الكاتب أن من أشطر الذين اعتمدوا التنويم المغناطيسي لكشف الأسرار كان وزير الداخلية ورئيس الشرطة والاستخبارات في الاتحاد السوفييتي (بيري) ويقال أن (بيري) حصل على أسرار رئيسية كثيرة بواسطة التنويم المغناطيسي، وتذكر معلومات متفرقة أن السوفييت يخصصون مقدارا كبيرا من التجسس إلى الكشف عما يعمله الآخرون في ميدان الباراسيكولوجي ففي عام 1976 وضعت السلطات الروسية يدها بشدة على اجتماع يعقد في موسكو يدور البحث فيه حول الثقافة اليهودية، وقيل أنه ألقي القبض على خمسة وأربعين عضوا نشطا من اليهود باعتبارهم الرؤساء المحرضين لذلك، ولقد ألقت حملة الأمن التي قامت بها الشرطة السرية السوفييتية القبض على اللجنة المنظمة في موسكو المؤلفة من ثلاثة عشر رجلا كما ألقي القبض على مغالين يهود أكثر في مدن الولايات السوفييتية وقد نشر هذا في الصحافة العالمية في حينه، لكن شيئا واحدا لم يذكر هو أن اليهود قاموا بعقد اجتماع واحد من هذه الاجتماعات للبحث في دراسة عالم الظواهر شبه الحسية، تشمل التخاطر والإدراك الحسي الفائق والتصوير الكيرلي، وتذكر المعلومات عن التجسس النفسي أنه يهدف إلى اختصار هائل داخل عمليات التجسس ومكافحة التجسس السرية، وأية أمة تسعى للحصول على تقدم بارز في هذا الميدان تستطيع تحقيق شيء فائق ومطلق في أية حرب، وإلى الآن لم تبلغ أية دولة هذا الحد حتى الاتحاد السوفييتي الذي استطاع بدون شك إلى التوصل إلى مدى بعيد في أبحاثه واختباراته العلمية.
سلاح للحرب والسلام
مما لا شك فيه أن المخابرات المركزية الأمريكية لا يمكنها أن تعتمد في أساليبها على قضايا وأمور غير علمية ليس لها رصيد من الواقع، وهي المؤسسة التي تؤثر في عمل المؤسسات الإعلامية الرئيسية كما تعمل تحت إطارها جامعات عديدة توظف دراساتها لخدمة قضايا المخابرات.
ومن السذاجة بمكان أن تقول المخابرات الأمريكية أنها بعيدة عن العمل في هذا المجال أو أنها خاطئة في هذا المنهج فهي لا يمكن أن تقدم على عمل إلا بعد دراسته من قبل لجان ومؤسسات عديدة تقدم الخبرة لها فيه خاصة وأن القرار الذي تتخذه هذه الوكالة يعد خطرا من الدرجة الأولى.
ويمكن القول أن الدور الكبير الذي تلعبه هذه الوكالة في رسم سياسة الولايات المتحدة يجعلها قادرة على التمحيص في المسائل التي تنتهجها وتقرها وهي في مجال الصناعات الالكترونية التي تخدم المخابرات وأعمالها لم تترك مجالا أو صناعة إلا استخدمتها، ولهذا كان لها هذه القدرة الكبيرة والقوة الكبيرة في التأثير على السياسة الأمريكية، وسنحاول هنا أن نستعرض بعض المعلومات التي تؤكد استخدام المخابرات المركزية للباراسيكولوجي في أعمالها ذات السرية المطلقة.
ففي كتاب (أوراق أسبي... العلماء يتحدثون من وراء ستائر حديدية) والذي ألفته استيلا أوستراند وديل سكرود أفرد الكتاب فصلا خاصا عن سلاح للحرب أو للسلام، وقد جاء في الكتاب نموذج لبعض التقارير العسكرية التي تنبأ بها أحد الباراسيكولوجيين حيث يقول: العدو يتهيأ لمهاجمتنا، وقد أنهي نصب 37 صاروخاً، ويربط الكتاب بين تصور أهمية هذا التقرير عسكريا وبين ما يمكن أن يقدمه الباراسيكولوجي لك من العلم، فيقول أنه بالإمكان تتبع جميع تحركات العدو ومعرفة خططه وأسراره وإرسال الإشارات التخاطرية إلى الجواسيس أو حتى إلى مركبات الفضاء، ويورد الكتاب أمثلة على ذلك حيث استخدمه سلاح البحرية الأمريكية من أجل العثور على المياه الجوفية ومن أجل البحث عن الشراك والألغام المدفونة تحت الأرض، ويذكر الكتاب عدة استخدامات حتى وصل الأمر إلى أن قارءها الدكتور الأمريكي لويس ريز وصفها بأنها السلاح الأول والأخير.
أما عن استخدامات المخابرات المركزية الباراسيكولوجي فيقول مؤلف الكتاب بأن المخابرات المركزية تولي اهتماما بالغا لموضوع إمكانية انتقال المهارات من عقول بعض الأشخاص إلى أشخاص آخرين معنيين سواء كانوا في أماكن قريبة أو بعيدة وهنا يصل الكتاب إلى استنتاج أن بالإمكان استخدام تلك الظواهر الخارقة في عمليات التجسس وتعد المخابرات المركزية في حالة إنذار كي تسير بنفس الخط مع السوفييت.
معظم الباراسيكولوجيين يهود
تعد المخبرات الإسرائيلية الموساد من أنشط المخابرات في العالم وقد جاءتها هذه القوة بالدرجة الأولى من خلال مواكبتها للتطور العلمي واستخدام أحدث الأساليب التجسسية وأحدث المخترعات الصناعية التي تخدم أغراض التجسس، كما أن تبادل الخبرات بينها وبين المخابرات الأمريكية جعلها تستفيد من التقنيات الحديثة التي تستخدمها المخابرات المركزية. ولما كان وجود الكيان الصهيوني ذاته وجودا واهنا وغير قابل للدوام والاستمرار بالاعتماد على معطياته الذاتية وحدها لذا فقد كان للتجسس والمخابرات دور كبير في السياسة الصهيونية، أن الموساد تمثل رأس الحربة في تحقيق أهداف الصهيونية ولهذا نراها تستفيد وتستغل كل جديد يطرأ على ساحة العلم والتكنولوجيا وتعمل على توظيفه لصالح هذا الكيان. ومن ضمن المسائل التي دخلت المخابرات الصهيونية والتي تعد أدق المسائل وأعقدها هو مجال الباراسيكولوجي فقد تناقلت الأنباء والتقارير هذا الموضوع وحاولت هذه المخابرات الاستفادة من مواهب وخبرات اليهود في هذا المجال خدمة لأغراضها، ولو درسنا حياة كثير من المواهب الباراسيكولوجية لوجدنا أنهم يهود ف "ميشيل نوستراداموس" الذي عاش في القرون الوسطي والذي تحققت معظم تنبؤاته كان يهوديا تنصر و" ولف مسنج" المتخاطر السوفييتي الشهير الذي حاز بأعماله الخارقة على إعجاب ستالين واستخدامه لأغراض شتى كان يهوديا، والساحر هوديني الذي اشتهر بالتخلص من العقد والسلاسل والأماكن المغلقة كان يهوديا ويوري غيللر الذي اشتهر بقدراته العجيبة على لي المعادن وقراءة الأفكار لم يكن يهوديا فحسب وإنما من مواليد تل أبيب.
ولاشك أن اليهود كانوا من أحسن ممارسي السحر في التاريخ كما أن كتبهم السرية كالكابالا مثلا تحتوى على طقوس غريبة وتتحدث عن أشخاص ذوي ملكات خارقة. لقد تنبه السياسيون الصهاينة إلى خطورة الباراسيكولوجي حينما وجدوا أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي قد وظفوها وعدوها ضمن الأهداف العسكرية والتجسسية لكل منهما، وهذا ولد لدي الذين يرسمون الاستراتيجية الصهيونية شعروا بإدراكا متناميا بأن سد هذه الثغرة الجديدة قضية تتعلق بالأمن القومي. لقد سبق أن ذكرنا في حديثنا عن المخابرات الروسية والباراسيكولوجية مسألة وضع السلطات الروسية يدها على اجتماع كان يعقد في موسكو عام 1976 كان موضوعه العلمي (الثقافة اليهودية) وقد اكتشفت المخابرات الروسية أن الاجتماع كان يهدف إلى دراسة ظواهر الباراسيكولوجي واستخداماته ومحاولة اليهود سرقة معلومات عن السوفييت باسم العلم عن الموضوع. ولو عدنا إلى أوائل الذين استخدموا الطاقات الخارقة لوجدنا اسم (أسطيفان سوفيسكي) الذي كان يهوديا واكتشف هذه القدرات لديه واستطاع تنميتها بمساعدة أحد الحاخاميين وقد حكم عليه بالسجن عام 1917 لارتكابه جرائم سياسية وعندما أطلق سراحه عام 1921 رحل إلى بولندا وهناك نمى قابلياته النفسية لأقصى حدودها وقام بعدة تجارب تخاطر من بينها إرسال أفكار لمسافة بعيدة وخلال الحرب العالمية الثانية استخدم مواهبه لمساعدة الحركة السرية البولونية وقبل انتهاء الحرب أعدمه النازيون ولا يزال اسمه يكرم في تاريخ الحركة السرية اليهودية. وهناك مختبر للظواهر الباراسيكولوجية داخل بولندا يطلق عليه اسمه. والواقع أن العمل الذي ينجزه هذا المختبر السري في دراسة الاستخبارات السرية اليهودية ذي مستوى عال حتى أنه عندما استطاعت المخابرات السوفييتية اكتشافه تم إنشاء مختبر مماثل له في أوربا الغربية.
لقد أدرك الكيان الصهيوني حقيقة تخلف أوروبا الغربية والولايات المتحدة في مجال استخدام الباراسيكولوجي علميا وعلى الرغم من تيسر الدراسات في هذا المجال في أمريكا وحرية تداول المعلومات حوله إلا أن المخابرات الصهيونية ركزت نشاطها في مجال التجسس على هذا العلم وسرعة المعلومات والوثائق عنه في الاتحاد السوفييتي وأوربا الشرقية، وقد ذكر اختصاصي صهيوني يعمل بالمخابرات هذه المسألة حينما قال (إن اتصالاتنا الرئيسية في هذا الميدان هي وراء الستار الحديدي أصلا وليس هناك من سر خاص حول ذلك، لأن هنالك تتم ممارسة التجسس النفسي، والروس كما يتوقع المرء سباقون في ما أنجزوه في هذا المضمار.
لقد عمل الصهاينة على الاستفادة من اليهود والعملاء المنتشرين في الدول الشيوعية وتعد أفضل مصادر إسرائيل في هذا المجال بلغاريا حيث تستخدم الشرطة السرية مستبصرين مدربين لمساعدتهم في الكشف عن الجرائم ولدى البلغار أبرع المستبصرين وخبراء التخاطر في هذه اللعبة كما أن لديهم معاهد في التخاطر وعلم الإيحاء في صوفيا وبنزغ. لقد أقام الصهاينة العديد من المعاهد والمختبرات أشهرها معهد يوري غيللر الذي سبق ذكره.
في خدمة أمن المجتمع
حينما يسلم الباراسيكولوجيون بأن ظواهر القدرة الخارقة لدى بعض البشر موجودة وخاصة ظاهرة التخاطر بين عدة عقول وظاهرة البحث عن الأشياء المفقودة أو البحث عن المعادن والمياه داخل الأرض أو مخاطبة العقل اللاواعي أو الباطن للإنسان عن طريق التنويم المغناطيسي أو وصف الأماكن البعيدة دون أن يكون الوسيط أو صاحب القدرة الباراسيكولوجية قد رآها من قبل وغيرها من الظواهر الأخرى، حيث يسلم الباراسيكولوجيون بهذا فإنهم يطالبون من قبل المجتمع أن يوظفوا إمكانياتهم وعلومهم وأشخاصهم، من يمتلك هذه القابليات المذكورة، لخدمة المجتمع، وإذا ما استطاع هؤلاء تقديم هذه الخدمة بالشكل المطلوب فإن المجتمع سيستفيد من هذا العلم بغض النظر عن وجود أو عدم وجود منهجية علمية أو نظرية روحية أو مادية لتفسير الظاهرة الباراسيكولوجية. وإذا كان العلماء ومراكز البحوث والجامعات في دول عديدة تسعى بكل جهدها لإيجاد تفسير على القدرة الباراسيكولوجية الخارقة لدى بعض الأشخاص إلا أن دوائر المخابرات ووزارات الدفاع والأمن القومي، ودوائر الأمن والشرطة وكافة الأجهزة الأخرى المستفيدة من وجود أشخاص لديهم هذه القدرة الباراسيكولوجية لا يهمهم كثيرا وجود التفسيرات العلمية من عدمها، إنهم يحاولون أن يستخدموا ويستفيدوا من وجود هذه القدرة لدى هؤلاء الناس مادام بالإمكان الاستفادة منها لصالح المجتمع والدولة والأمن الداخلي والخارجي.