185: عدد القراء
الإنسان يمكنه التدرب على السعادة
الجمعة 21 فبراير 2014 6:12:31 م
أكد خبراء علم النفس على أن الإنسان يمكنـه التدرب على السعـادة، موضحين أن المثالية وعدم تقدير الإنجـازات الصغيـرة همـا أكبـر أعـداء النجـاح والسعـادة.
وفي هذا السياق أكدت خبيرة علم النفس الألمانية بورغل أن الإنسان يمكنه التدرب على السعادة، موضحة أن بعض الميول مثل الميل إلى المثالية والكمال عادة ما يقف عائقاً أمام الشعور بالسعادة، لأن الكمال يجعلنا لا نكتفي حتى بالأداء الجيد ويجرنا إلى عدم تقدير الإنجازات الصغيرة.
بيد أن طريقة التفكير هذه يمكن تغييرها بحسب بورغل، التي تشير إلى دراسة قامت بها سونيا ليومبورسكي، أستاذة علم النفس بجامعة كاليفورنيا، تفيد بأن الأشخاص “السعداء” لا يقومون بمقارنة أنفسهم بالآخرين ولا ينغمسون في تأملات سلبية عن الذات وإنما يثمّنون الأحداث الجيدة ويشعرون بمسؤوليتهم عن نجاحهم أو فشلهم.
وأوضحت بورغل قائلة: «عادة ما نقلل من إمكانياتنا بالرغم أن لكل منا إنجازات لا حصر لها منذ الطفولة، مثل التغلب على مشاكل الحب الأول وآلام الأسنان والحوادث الصغيرة التي يواجهها كل منا أثناء حياته أو حتى فقدان شخص عزيز}.
وتابعت: “عندما نقابل كل هذه المشاكل فنحن نعتقـد أننـا لن نخرج منها أبداً، لكننا نتجـاوزها بفضل القـوة الكامنة بداخلنـا”.
وعلى هذا الأساس تنصح بتذكر تلك الإنجازات الصغيرة في الأوقات الصعبة، مشيرة إلى أن هذه الذكرى تعطي المرء القوة والشجاعة لمواجهة المواقف الصعبة.
ومن جهة أخرى حذرت عالمة النفس الألمانية دوريس فولف من الاستغراق في الخيال مؤكدة أن الواقعية هي التي تساعد على الشعور بالسعادة الحقيقية، وأشارت إلى أن “التفكير الصحي لا يعني فقط التفكير الإيجابي”، موضحة أن الطلاق أو فقدان العمل أو اكتشاف مرض خطير يؤدي بالضرورة إلى الحزن والكآبة، إلا أنها حذرت من المبالغة في اجترار الآلام والتفكير فيها، لأن هذا “سلوك غير صحي، يجعل المرء واقفا مكانه ويفكر في مخاطر غير حقيقية، ما يؤدي إلى الأرق والتركيز على الفشل وهو ما يصيب المرء بالشلل”.
كما أوضحت فولف في كتابها “فهم المشاعر والتغلب على المشاكل” ضرورة تفهم المشاعر السلبية وكيفية السيطرة عليها، بتغيير النظرة إلى الحياة وبالقيام بتدريبات خاصة تعتمد على التفكير العملي بدلا من التفكير في المشاكل والخوف من الفشل. وتعتمد هذه الطريقة على وضع الإمكانيات وسبل معالجة الموقف قبل اتخاذ القرارات.