والمقصود هنا، ليس صالح بن محمد اللحيدان (عضو هيئة كبار العلماء والرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للقضاء)، إنما المستشار القضائي صالح بن سعد اللحيدان. ما زلت أتذكر تصريح هذا الرجل بعد وفاة العالم المكِّي الجليل السيد محمد علوي مالكي – رحمه الله – في صحيفة (عكاظ) حين انتقص من علم (المالكي) بعد أن فاجأنا بأن السيد الجليل كان يتصل به للاستفادة من علمه وسؤاله في أمور الدين، ثم يفاجئنا في تصريحات أخرى بحديث في علم النفس عن شخصيات الفنانين والمشاهير!. من الواضح أنه شخصية تتحدث في كل شيء وبلا رحمة!.
ما علينا، يقول (اللحيدان) في لفتة تشير إلى نباهة رياضية لا مثيل لها – في موقع الجزيرة أون لاين –: المفاوضات بين رؤساء الأندية الرياضية لشراء اللاعبين تُعد اتجاراً بالبشر وأمراً مخالفاً أخلاقياً وأدبياً ومهنياً، ويضيف: «من خلال مطالعتي للوضع الرياضي وكذلك المتابعة المستمرة وارتباط هذا بالحالات النفسية والعقلية والمادية، فإن الاتجار بالبشر ينقسم إلى أربعة أقسام، منها بيع وشراء اللاعبين»، ثم طالب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتنظيم سوق الاحتراف في المملكة ووضع لجنة من رعاية الشباب واللاعبين القدامى وضم عضو من هيئة الإفتاء وآخر من وزارة الشؤون الإسلامية لضمان أن تكون العقود موافقة للشريعة!. ولفت إلى أن الأسلم في مسألة عقود احتراف اللاعبين أن تظل سارية حسب الاتفاق على المدة الزمنية على أن يمنع النادي مالك العقد من التصرف ببيعه، وبعد انتهاء العقد يكونان بالخيار في التجديد أو أن اللاعب حر في الانتقال إلى النادي الذي يريد.
لا أدري ما سر انقضاض الوعاظ على الرياضة هذه الأيام، ولا أستبعد أن يخرج علينا من يطالب بـ «كرة القدم الإسلامية» والرياضة الإسلاموية، وحينها نستفيد من فتوى (اللحيدان) فيختم على قميص كل لاعب (حلال) على غرار اللحوم المستوردة المذبوحة وفق الشريعة، إن لم يتم استبدال زي اللاعبين بالثياب والمشالح، وحينها – أيضا – يكلف (اللحيدان) برئاسة لجنة شرعية لدراسة عقود اللاعبين على غرار البنوك التي أنشأت لجاناً شرعية للمصادقة على معاملاتها. فعلاً: لله في خلقه شؤون!.