حاورته: مؤمنة معالي
المرور بمرحلة الطفولة لا يعني أن يكون الإنسان قادراً على تفهم حيثياتها ومُتطلباتها، وطرق التعامل مع من زالوا يجتازون عتباتها.
ومع أن الطفولة تعتبر مرحلة يمر بها الإنسان في سني عُمره الأولى، إلا أنها قد تكون الأصعب من حيث التعامل معها، حتى لو كانت متطلبات الحياة فيها بسيطة قد لا تتعدى إطعام الطفل والاهتمام به والاستمتاع ببراءته.
كثيرة هي التساؤلات حول هذه المرحلة العمرية وكيفية التعامل معها تصلنا عبر بريد صفحتنا، نعرضها اليوم على الدكتور محمد صوالحة أستاذ متخصص بدراسات الطفولة في قسم علم النفس الإرشادي والتربوي بجامعة اليرموك، والذي أتحفنا مشكوراً بحوار شيق.
فإلى الحوار...
• من المعروف أن الأطفال لا يستطيعون الالتزام بالهدوء والجلوس في مكان واحد، هم كثيرو التنقل والحديث والحركة، الأمر الذي يُزعج الآباء وكثيراً ما يُضايقهم ويضطرهم لنهرهم وحصرهم في أوامر قد لا يتمكن الطفل من الالتزام بها، هل من توضيح لهذه المشكلة التي ربما يعاني منها كل بيت؟ كيف يمكن للآباء أن يتفهموا الأطفال؟
هذا أمر عادي جدا، حيث إن من الخصائص النمائية للأطفال أن يتحركوا كثيرا ولا يجلسوا لفترة طويلة في مكان واحد، حتى إن العديد من الدراسات أثبتت أن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة لا يستطيعون الجلوس لأكثر من عشرة دقائق في مكان واحد، كما أنهم كثيرو الحركة بدون إنجاز، يتنقلون كثيرا من مكان لمكان، وهذه من المتطلبات النمائية لهم، ويتوجب أن يتفهم الآباء والأمهات هذا الأمر، ويمكن أن يتم إقناعهم وتأهيلهم للتعامل مع هذا السلوك لأطفالهم من خلال المحاضرات والندوات والنشرات التثقيفية أو من خلال عرض أفلام وثائقية وتوعوية أو المسرحيات الهادفة.
• وجود طفل عنيد في المنزل أمر يجعل الوضع في اضطراب وسخونة دائمة، فالطفل يرفض أوامر الوالدين، وهم يعتبرون ذلك عقوقاً وإهانة، وبالتالي يحرمونه من أمور عديدة لتأديبه، لكنه يزداد رفضاً وعناداً، ما كيفية التعامل مع الطفل العنيد؟ ولماذا يُعاند الطفل.. هل من أسباب؟ وهل من علاج أيضاً؟
• العناد لدى الأطفال حالة صحية تماما، وسببها تباين وجهتي النظر لدى الطفل والآخرين من الراشدين حولهو سواء الأهل أو غيرهم، وينبغي على الأهل الانتباه إلى هذه الظاهرة التي تعتبر إحدى سمات الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة والعمل على التفاهم معهم واحترام وجهات نظرهم والعمل على إقناعهم بوجهات النظر الأخرى وإخراجهم من حالة التمركز حول الذات، وذلك من خلال إفساح المجال لهم المزيد من اللعب بمختلف أشكاله وأنواعه.
• كان تخصصكم في مجال الطفل؟ ما أكثر ما ميز وحبب إليك هذا المساق من العلوم؟ لماذا الأطفال تحديد؟ وحبذا لو أوجزتم لنا ببعض السطور شيئاً عن مسيرتكم العلمية، وهل مجال دراسات الطفولة برأيكم يأخذ حقه من البحث والتطبيق في الوطن العربي؟
• تخصصي في مجال الدراسات النفسية والاجتماعية للطفولة أو علم نفس الطفولة، تخصص أحترمه جدا لا بل أعشقه وأتمنى أن أوفيه حقه من البحث والدراسة والتدريس أيضا، أحمل دبلوم التربية تخصص الرياضيات والعلوم من مركز تدريب المعلمين التابع لوكالة الغوث عام 1971 تخصص الرياضيات والعلوم، وليسانس آداب من جامعة بيروت العربية تخصص جغرافيا تقدير جيد جدا عام 1978، ودبلوم التربية تدريس مواد عام من جامعة اليرموك 1981 تقدير جيد جدا، ماجستير علم النفس التربوي من جامعة اليرموك تقدير امتياز المرتبة الأولى عام 1985 وجائزة ملكية، ودكتوراه الفلسفة من جامعة عين شمس في الدراسات النفسية والاجتماعية للطفولة عام 1990، أعمل حاليا برتبة الأستاذية ومنذ 19/9/ 2009 في قسم علم النفس الإرشادي والتربوي بجامعة اليرموك لتدريس مساقات الطفولة للبكالوريوس والماجستير والدكتوراه، لي عدة أبحاث ومؤلفات في مجال الطفولة.
• كتابكم (علم نفس اللعب) الحقيقة عنوان جذاب ومحتوى راق، ما أهمية اللعب في حياة الطفل؟ وإلى أي سن هو بحاجة لممارسة اللعب؟ ما تعريف اللعب لديكم؟ وهل من نبذة عن مستخلصات الكتاب؟
• اللعب نشاط ممتع وسار يمارسه الأطفال كما يمارسه الكبار له أهداف مشروعة أولها المتعة والتسلية، ويمكن من خلاله التخلص من المكبوتات والطاقة الزائدة عن حاجة الجسم، وكذلك الإعداد للحياة المستقبلية، إحدى الباحثات قالت: اللعب هو حياة الطفل بل أنفاس حياته.
وقال فروبل: طفولة محرومة من اللعب طفولة فاشلة؛ ثمارها مراهقة جانحة وعدم سوية في مستقبل العمر، يتضمن الكتاب في طبعته الثالثة تعريفات للعب وأهميته وأهدافه ونظريات تفسير ظاهرته ومراحل تطوره وعلاقته بسمات الشخصية والتعليم عن طريق اللعب والإرشاد، بل العلاج عن طريق اللعب أيضا، وبعض التطبيقات العملية للعب، وأنواع من الألعاب وكيفية تنفيذها والإفادة منها في البيت وفي المدرسة، وفي مختلف مراحل التعليم من الروضة حتى الجامعة.
• ما الذي تتمنون تحقيقه على صعيد دراسات الطفولة في المجتمعات العربية؟
أتمنى أن يأخذ مجال الطفولة حقه من البحث والاهتمام الحقيقي في الأردن والعالم العربي، وكنت أتمنى أن تكون هناك وزارة في الحكومة الحالية تعنى بشؤون الأطفال الذين هم عدة وعتاد المستقبل نساء ورجال، وكانت هناك دعوات على الفيسبوك واقتراحات لتنفيذ هذه الرغبة.