انتشرت حوادث التحرش في مصر خلال الفترة الأخيرة خاصةً في الأعياد والمناسبات، وتم رصد حالات كثيرة وبطرق مختلفة تعددت بين التحرش اللفظي والجنسي.
وفي عيد الأضحى الأخير، شهدت الميادين والأماكن الحيوية انتشارًا مكثفًا لقوات الأمن المختلفة لتأمين المناطق الحيوية والتصدي للمتحرشين وإنقاذ الفتيات منهم.
وأحدث هذا التواجد الأمني ردود فعل مختلفة، فرأى البعض أن هذا مؤشر على استقرار الأوضاع، بينما اعتبر آخرون أن التواجد الأمني اقتصر على اليوم الأول فقط وبدأ يتراجع خلال الأيام التالية من العيد، ما أدى إلى ارتفاع معدلات التحرش.
وقالت الدكتورة وفاء فتحي، أستاذة علم النفس: "إن الوضع الأمني في مصر أصبح أفضل، وهذا التحسن الأمني أثر على معدلات التحرش فانخفضت مقارنةً بالأعوام الماضية"، وأوضحت أن هناك عوامل عديدة ساهمت في انخفاض معدلات التحرش منها الإجراءات الأمنية المكثفة وإعلان الدولة تشديد العقوبة على المتحرشين مما ساعد على ردع المتحرشين.
وسائل الإعلام
وأكدت أن وسائل الإعلام قامت بدور واضح في هذا الموضوع، من خلال توعية المواطنين واستضافة رجال الدين؛ لإقناع الشباب بحرمة التحرش وأنه يمثل جريمة أخلاقية يرفضها الدين والمجتمع، وذكرت أن إحساس المواطنين بوجود الدولة والجهود التي تقوم بها لإعادة الانضباط للشارع ساهم أيضًا في تراجع معدلات التحرش.
وأضافت: أن الدولة لايزال عليها دور كبير خلال الفترة القادمة للقضاء على التحرش بشكل كامل، من خلال تكثيف التواجد الأمني وتفعيل القانون وفضح المتحرشين.
ورأى الدكتور علي الجلبي، أستاذ علم الاجتماع، أن الوضع الأمني أصبح أكثر استقرارًا، وكثفت قوات الأمن تواجدها في الأماكن الحيوية خاصةً خلال أيام العيد، وانعكس ذلك بالإيجاب على البلد من خلال تراجع معدلات التحرش.
وقال فتحي فريد، عضو في حملة شفت تحرش: "إن الحملة رصدت خلال أول أيام عيد الأضحى 20 واقعة تحرش لفظي، وحالة تحرش جنسي واحدة، وهذا شكل تراجع في معدلات التحرش عن الأعوام الماضية بسبب عزوف المواطنين عن الخروج للساحات والحدائق خوفًا من تهديدات جماعة الإخوان الإرهابية، وبسبب التواجد الأمني المكثف أيضًا".
وأوضح أن المعدلات زادت خلال اليوم الثاني للعيد لتراجع جهود الداخلية في التأمين، ورصدت الحملة 25 حالة تحرش لفظي وثماني حالات تحرش جنسي، وحالة تحرش جماعي في محطة مترو جمال عبد الناصر، وأكد أن التعامل الأمني مع ظاهرة التحرش شريك أساسي في انتشار الظاهرة، مضيفًا: "التعامل الأمني مع التحرش موسمي، وبعدما ينتهي الموسم الأمن يختفي، ثم يحمل الفتيات المسئولية عن زيادة معدلات التحرش".