أكد الدكتور هاني هنرى، أستاذ مساعد علم النفس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة على أن وجهة نظر المجتمع للمرأة فى حاجة للتغيير، وأنه يجب وقف التعامل مع المرأة على أنها شيء وليست شخصا.
وأشار هنرى خلال لقاء بعنوان: "المرأة المصرية: هل هزمتها الثورة؟"، عقدته الجامعة الأمريكية اليوم الثلاثاء، قائلًا: "نحن في مرحلة جديدة لم تعكس التحول الثوري، ورموز الثورة النسائية لم يكن لهن دور في وضع الدستور، ولا أثق في دستور لا يعكس الحالة التي نعيشها، ولا أثق في لجنة بها آراء شديدة التطرف".
وأوضح أستاذ علم النفس بالجامعة، أن الرجال لديهم مشكلة، إنهم لا يتحملون القهر فتتوجه طاقتهم السلبية للمرأة لأنها الكائن الضعيف، والمجتمع يعامل المرأة على أنها غير قادرة على إنجاز الأعمال الهامة، مضيفًا " المرأة تعاني من ثقافة العار، إذا تحدثت المرأة ستصيب عائلتها بالعار".
من جانبها، قالت الدكتورة رباب المهدي، أستاذ مساعد العلوم السياسية بالجامعة الامريكية بالقاهرة "لنتفق أن الدساتير ليست مؤشر على وضعية المرأة، فالدستور وثيقة مهمة لكن الرابط المباشر بوضع المرأة في المجتمع مخل، وغياب أو وجود العنصر النسائي ليس مربط الفرس، هناك عناصر نسائية أكثر ذكورية من الرجال".
وأضافت المهدى أن المجتمع مكون من مجموعات مختلفة من النساء والرجال لهم إحتياجات متباينة وهذا يجب أن ينعكس في الدستور وأن المشكلة ليست مشكلة الإسلاميين في اللجنة التأسيسية، بل الفصائل السياسية المختلفة تختلف في أمور كثيرة لكنها تتفق على تهميش المرأة، وصعود الإسلاميين لم يدفع بحقوق المرأة للخلف، ولا يمكن أن يتم الاعتماد على آراء فردية.
ولفتت أستاذة العلوم السياسية إلى أن هناك تصورين صعود الإسلاميين سيسبب ردة لوضع النساء في المجتمع، وكأن كل مشاكل المرأة لم تكن موجودة قبل صعود الإسلاميين، مضيفة "قمنا بثورة لأن الأوضاع بالنسبة للنساء وغير النساء لم تكن مرضيه، وعدم تطوير ذلك هو مشكلة كبيرة أيضًا".
وشدد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، على أن المرأة لا تُهزم، وأن الموضوع يتمثل في تغيير الثقافة، ضاربًا ببثينة كامل المثال، وكيف إنها لم تستطع جمع التوكيلات المطلوبة للترشح.
ولفت صادق الى أن الدستور الجديد لن يعكس تحول ثوري، يتكلم عن القيم الأصيلة وغيرها من المصطلحات الفضفاضة، وأن مصر مثل باقي الدول النامية، ليس بها تمثيل جيد للمرأة في البرلمانات، وأن البرلمانات السابقة كان هدفها إرضاء النظام ولم يتحدوا النظام أو يعارضوه سواء كانوا رجالًا أو نساءً.
ورأت الدكتورة أمينة البنداري، مدرس الدراسات العربية والحضارة الإسلامية بالجامعة، أن طموحات النساء لهذا الدستور كانت أكثر مما تحقق.
وحملّت الإعلام المسئولية الأكبر فى ذلك، قائلة: "الإعلام له دور كبير في ذلك، ويجب أن يقوم بتوجيه النواب لتمثيل المجتمع بطريقة سليمة".
جدير بالذكر أن الجامعة الأمريكية تعقد هذا اللقاء يعد الثالث ضمن سلسلة مناقشات المائدة المستديرة للإعلاميين، تحت عنوان "ما وراء الأحداث".