(MENAFN - Al-Bayan) في الوقت الذي يشدد فيه اختصاصيو علم النفس وعلم الاجتماع على ضرورة الحوار في المنزل لما له من نتائج نفسية واجتماعية وتربوية إيجابية، سافرت الأردنية بثينة طوالبة برفقة طفليها أحمد 8 سنوات، وبتول 11 سنة، إلى المستقبل، حيث اعتمدت في تربيتها لهما على التكنولوجيا الحديثة من أجل تعزيز علاقتها بهما وتوطيدها، متجاهلة بذلك كل ما يقوله التربويون حول مخاطر استخدام صغار السن للأجهزة والهواتف الذكية والفجوة التي تحدثها بين أفراد الأسرة الواحدة، إذ إن "البلاك بيري ماسنجر" أو (بي بي إم)، وسيلة التواصل بينهم طوال الوقت حتى في المنزل، إلى جانب التواصل المباشر.
تعامل إيجابي
التقت "البيان" بثينة طوالبة وطفليها أحمد وبتول، على رصيف محطة مترو الاتحاد، وقد لفتها مشهد الثلاثة وكل واحد منهم منشغل في "البلاك بيري" الخاص به، وبسؤال أحمد ذي الثماني سنوات عن الأصدقاء الذين يحادثهم عبر "بي بي إم"، قال: "أكلم ماما وأختي"، وهنا تدخلت الأم وقالت: "قد ينعدم الحوار الشفوي في المستقبل، لذا أدرب أبنائي على التعامل مع التكنولوجيا بشكل إيجابي منذ الآن، حتى يحسنوا استخدامها عندما يكبرون لاحقاً، ولأنها ستكون وسيلة الاتصال الأولى".
قضية
وأضافت أن "مشكلة إدمان المراهقين على الهواتف الذكية، واستخدامهم السيء لها، جاء نتيجة استخدامهم المباشر لها بعد إنهاء المدرسة دون أي تدريب أو تهيئة، فبعضهم كان يستخدمها دون علم أهله، أما البعض الآخر فكان يستخدمها تحت رقابة الوالدين المشددة، أما البقية فكان ممنوعاً عليهم امتلاك أي هاتف، إضافة إلى عدم رغبة الأهالي في مواكبة هذا التطور، الذي يحيط بأبنائهم، علماً أن التكنولوجيا أصبحت شريكاً أساسياً في عملية التربية حالها حال التلفزيون، وبالنسبة لي فقد قررت أن أتدرج في عملية تعريف طفلي أولاً على الجانب الإيجابي المنير لهذه الهواتف ومن ثم الجانب المظلم".
من أجل الصداقة
وقالت بثينة طوالبة: "لم أشترِ هواتف "البلاك بيري" لطفلي، من باب الاستعراض أو عمل "شو" أمام الأقارب والأصدقاء، بل من أجل كسب صداقتهما وحتى أشعرهم أيضاً بأنني من الجيل نفسه الذي ينتمون إليه، وأن لا حواجز بيننا، لاسيما وإنهما يميلان إلى التحدث عبرها مع أصدقائهما، وقد وجدت أنها وسيلة جيدة لمراقبة سلوكهما وأفكارهما والتعرف على احتياجاتهما النفسية والتواصل معهما بشكل أفضل، فنحن نتبادل النكات والمزاح والتعليقات والأفكار عبر "بي بي إم" طوال الوقت حتى في المنزل، ولدينا ساعة واحدة فقط لنتحدث فيها مع بعضنا البعض عندما يحين موعد الغداء.
أخصائي اجتماعي
أبدى أحمد جمال الدين، أخصائي اجتماعي في مدرسة معاذ بن جبل، إعجابه الشديد بحرص بثينة طوالبة على التقرب من ابنيها وفهمهما، ورأى أنها تسير في الاتجاه الصحيح، ولكنه قدم لها نصيحة وقال: "عليها أن تقرأ جيداً لغة أجسادهم، لأن الكتابة وحدها لا تكفي للتعرف على انفعالات أبنائنا وقراءة نواياهم وأفكارهم أو حتى الدخول إلى أعماقهم.