أكد الدكتور قويدر بن أحمد، أستاذ علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم، أن احتجاز الأطفال القُصّر في السجون إجراء خطير على صحتهم النفسية، موضحا أن احتجاز الطفل في المنزل من طرف والديه قد يسبّب له أضرارا نفسية عديدة، في حال جهل الوالدين طريقة إبقاء ابنهما في المنزل، فما بالك باحتجاز طفل في الـ14 من العمر في مركز إعادة التربية، بعيدا عن وطنه وأسرته.
وقال بن أحمد إن فترة المراهقة تحمل تصرّفات انفعالية عديدة، دون أن ينتبه مرتكبوها لمخلفاتها، خاصة في حالة الوضعيات التي تهدّد وجودها وأملها في الحياة، ونعرف أن ''مرحلة المراهقة تشكل الفترة التي يبدأ فيها الطفل بالاستقلال عن محيطه''، وهو ما يكلفه الكثير من العواطف والانفعالات والسلوكيات.
وفي هذه الحالة، يكون الطفل إسلام قد تعرّض لصدمة نفسية كبيرة، جرّاء ردود الأفعال القاسية من طرف عائلة الطفل والأمن المغربي، والتي كانت ردّا على حالته النفسية أساسا، وهو الوضع الذي قد يتسبّب، وفق محدثنا، في إصابة الطفل إسلام بالعديد من الأمراض النفسية التي تؤثـر على استعداداته لتكوين شخصيته. وقال إن هذه الأمراض تخص الحالات البينية، حيث لا تحدّد الوضعية الباثولوجية للمرض، إن كان عصبيا أو ذهنيا، ما يشكل بنية مرضية غير منتظمة لدى الطفل، ويعقد من عملية علاجه.
من جانب آخر، يعيش الطفل، حاليا، في ظل غياب الدعم الأسري، خاصة من طرف الأم، وتدهور إحساسه بالأمان، بسبب بعده عن الوطن الأم وافتقاده لدعم أبناء وطنه، وهو الأمر الذي سيعرّض الطفل، حسب محدثنا، لفقدان الإحساس بالهوية الوطنية ويعزز إحساسه بالإهانة، ما سنعكس، بصورة مباشرة، على سلوكياته المستقبلية، ويهدّد توازنه النفسي والمعرفي، نتيجة الإحساس بالظلم.
وأضاف الدكتور بن أحمد أن تحوير أقوال الطفل في محاضر الشرطة سيؤدي إلى فقدانه الأمل في العدالة، ويدفعه إلى كره رموز الدولة المغربية، وحتى شعبها مستقبلا، مع احتمالات تحوّل الأزمة إلى صدمة نفسية كبيرة.
وأكد محدثنا أمله في أن تكون شخصية إسلام قوية، بالشكل الذي يمكنها إدراك أن ''الأشخاص الذين اعتقلوه أخطأوا، ولا تتطلب القضية الاستسلام للعذاب النفسي''.