وليد سليمان - لا تخلو معظم الجرائد والمجلات الاردنية وكذلك العربية والاجنبية الأخرى من وجود صفحات خاصة للتسلية حيث من ضمنها لا بد من وجود شبكات الكلمات المتقاطعة.. تلك التي يقوم الكثير من القراء بالاستمتاع بحلها في أوقات فراغهم.
أما عن فوائد حل الكلمات المتقاطعة فقد أجمع الباحثون وعلماء النفس والاجتماع على أنها تنمي الذكاء, وتزيد معلومات الشخص, وتجعله اكثر ثقافة, واطلاعاً على أحوال الدنيا, وتساعد على الاسترخاء.. الخ.
رياضة عقلية
وفي دراسة صادرة عن معهد الصحة الوطني في أمريكا جاء فيها: ان لعبة وتسلية حل الكلمات المتقاطعة ولعب الورق والمطالعة تساعد على مواجهة الزهايمر (النسيان) أو الحد من خطورته.. فهناك نظرية تقول: ان الذهنية تساعد المخ على مواجهة انقراضه مع تقدم السن, ومن جهة أخرى قال أستاذ في علم النفس: هناك مثل يقول: انك تفقد مالا تستعمله وتفقد ذاكرتك اذا لم تستعملها, ولهذا تجبرك الكلمات المتقاطعة على تقبل شيئين مهمين هما: أن تتذكر أشياء نسيتها, ثم التفكير في أشياء لم تكن تعرفها. والكلمات المتقاطعة مصدر رئيسي للمعرفة ولا يتوقع أي شخص ان يقدر على الاجابة عن كل الاسئلة في الكلمات المتقاطعة ولهذا سوف يسأل الشخص الجالس الى جواره مثلاً, أو يبحث في قاموس أو تزيد من معلومات الشخص لتساعده على حل الكلمات المتقاطعة.
وذات مرة اعترف الدكتور هال بارون استاذ التاريخ في كلية «هارفي» انه يحب حل الكلمات المتقاطعة بقوله: انها تساعدني على ترويض عقلي وتحديد معالم شخصيتي, واذا أحسست انها تفاهة فانني افتخر بقدرتي على الابداع حتى في التافه وفي الجاد منها أيضاً.
واستاذ التاريخ هذا والذي له كتب عديدة في التاريخ الف كتاباً فيما بعد عن (تاريخ الكلمات المتقاطعة) وكتب مقالاً عن ذلك في مجلة الجامعة بعنوان (الترفيه الاكاديمي) وقال: اذا توفر لديك الوقت والصبر تظل المعرفة مهمة للاجابة على أسئلة الكلمات المتقاطعة أفقياً ورأسياً وخاصة المعرفة العامة.
شخصيات شهيرة
«هيلين كيلر» هذه الشخصية النسائية العبقرية العمياء الصماء والبكماء كانت تشتري الكلمات المتقاطعة والتي وضعت بطريقة برايل للمكفوفين وكانت تقوم بحلها بنجاح تام وهي مستمتعة جداً!!.
و»بيل كلينتون» رئيس امريكا السابق دعته جريدة (نيويورك تايمز) في العام 2007 كي يعد لها مسابقة كلمات متقاطعة في أحد اعدادها.ز ذلك لأن كلينتون هو من عشاق حل الكلمات المتقاطعة منذ كان رئيساً للولايات المتحدة الامريكية.. وبعد ان خرج من البيت الابيض قال ذات مرة: في عمري هذا الستيني أخاف من أمراض الشيخوخة خاصة الزهايمر ولهذا أقوم بحل الكلمات المتقاطعة بكثرة حيث أن ابحاث علمية أكدت ان حلها يساعد على منع هذا المرض أو التخفيف من أثره بعد بدايته, وبالفعل قام بذلك. و»هنري كيسنجر» وزير خارجية امريكا الاسبق كان قبل ان يخلد للنوم يكون بجانب سريره قلم رصاص وممحاة ليحل الكلمات المتقاطعة ومن ثم ينام مرتاح البال.
و»توني بلير» كان هو أيضاً يهوى الكلمات المتقاطعة ويداوم على حلها بانتظام.
و»صوفيا لورين» الممثلة العالمية كانت تسعد للغاية عندما تجد صورتها أو سؤالاً عنها ضمن شبكة الكلمات المتقاطعة.
«هارد شرودر» المستشار الالماني الاسبق كان يبدأ يومه بقراءة الصحف ثم بحل الكلمات المتقاطعة قبل البدء بدوامه السياسي في مقر الحكومة.
و»بيليه» نجم كرة القدم البرازيلي السابق قال: حل الكلمات المتقاطعة يعطيني الاحساس بالاسترخاء التام وصفاء الذهن والسباحة في عالم المعرفة والثقافة.
و»مايكل جوردن» نجم كرة السلة الشهير قال انني أحل الكلمات المتقاطعة وبالذات تلك التي تدور حول الرياضة وبفرح غامر.. وعندما أجد صورتي في بعضها فانني أقول: لا الصورة والاسم في تلك الشبكة من الكلمات المتقاطعة تمنح الشخص شهرة أسرع من مقال كامل.
هذا بالاضافة الى أن هناك شخصيات عالمية كثيرة جداً ممن يحيون حل الكلمات المتقاطعة بنهم شديد منهم وزراء واعضاء كونغرس وشخصيات ملكية كما في بريطانيا وفنانين وأدباء.. الخ.
أما في عالمنا العربي فقد عرفنا ان المطرب عبدالحليم حافظ كان يداوم كثيراً على تلك الكلمات وبالذات اثناء فترات مرضه التي كانت تتكرر في حياته من أجل التسلية والفكر والثقافة.. كذلك الفنان الكوميدي القديم حسن فايق وربما جاء هذا في أحد افلامه القديمة.
في الحرب العالمية
وخلال الحرب العالمية الثانية وزع البنتاغون كتباً للكلمات المتقاطعة على ملايين الجنود الذين كانوا يحاربون في أوروبا وغرب المحيط الهادي وشمال افريقيا للقيام بحلها في أوقات الهدنة والاسترخاء.. حيث ان حل هذا الشبكات المتقاطعة كانت ترفع الروح المعنوية للجنود في تلك الحرب.
أول كلمات متقاطعة
دخل رئيس تحرير مجلة «نيويورك وولد» على الصحافي البريطاني «آرثر واين» والذي كان قد هاجر من ليفربول الى نيويورك وقال له: ان عدد الاحد القادم الاسبوع مثقل بالمواد الكثيرة الجادة.. وهناك مساحة فارغة اريد ان نملأها ببعض الترفيه للقراء من الغاز ومسابقات فهل تعرف شيئاً منها؟! ويتذكر آرثر انه كان يلعب مع زملائه في ليفربول لعبة الكلمات السحرية حيث يكتب الشخص حروف كلمة أفقية ثم يضيف زميل آخر كلمات عمودية يقاطع حرف منها حرفاً من حروف الكلمة الافقية .. وهكذا.
فدفعه هذا التذكر الى القيام بتصميم شبكة كلمات متقاطعة ونشرت بالفعل على صفحات الجريدة الاسبوعية حيث لاقت استحساناً منقطع النظير, وطالب الكثير جداً من القراء تكرار نشر مثل هذه الكلمات المتقاطعة في الاعداد القادمة.. وهذا ما حدث في العام 1913 ومن تلك الحادثة المصادفة فقد انتشرت لعبة وتسلية الكلمات المتقاطعة .. حتى أصبح لها معدون متخصصون وكتب شهرية خاصة.. حتى استحدث قديماً مؤتمراً سنويا عالمياً خاص بالكلمات المتقاطعة كان أولاً في اتلانتا بولاية جورجيا حيث يجتمع فيه متخصصون وهواة وادباء ومهندسون وصحافيون ومدرسون وآخرون من رياضيين ورياضيات وعلوم وجغرافيا وتاريخ وفنون وتكنولوجيا.. حتى ظهرت قواميس خاصة تساعد في حل الكلمات المتقاطعة.