النرجسية عند حكام مخلوعين

وصلت الى المكتبات الاردنية هذا الاسبوع دراسة هامة عن رؤساء الجمهوريات الاربعة الذين أطاح بهم الربيع العربي خلال عام واحد.
والكتاب يحلل التقارير الاكلينيكية التي أعدها أطباء علم النفس عن الرؤساء الأربعة، وما يعانونه من أمراض نفسية وعـُقـَد نقص واضطرابات عقلية.
وقد كشفت الصحفية الامريكية «مـُوريـيـْل-مـيراك- فايـْسـْبـَاخ» في كتابها الجديد أن الصفة المشتركة بين أولئك الزعماء هي مرض «النرجسية» كما وصفها المحللون النفسيون الذين أمضوا ساعات طويلة وسنوات في دراسة موضوعية علمية لمعرفة شخصية كل زعيم ومعرفة ديناميكية محفزاته ودوافع تصرفاته والاطار العام لبواعث ردود افعاله وقدرته على اتخاذ القرار الصحيح، وتجنب القرار الخاطئ.
ويذكر الكتاب أن النرجسية بتجلياتها قد منعت حسني مبارك من مخاطبة شعبه يوم 25 كانون الثاني باعتباره أرفع شانا من توجيه كلماته الى من أسماهم مجموعة عيال.
وهي النرجسية ذاتها التي ضخمت «شعور الانا» لدى القذافي ليرى أبناء شعبه كمجموعة من الجرذان التي استوجبت أبادتها زنقة زنقة، بيت بيت.
فهو الوحيد بين أبناء المليار ونصف مسلم من يتلقى الالهام في فلاة الصحراء, وهو المميز بين 280 مليون عربي في نقاء الدم ونخوة الاصالة. وقد درس أطباء علم النفس في واشنطن ملفات كاملة عن نوازع الاستعراضية الى درجة الإبهار لدى هؤلاء الزعماء الاربعة ووجدوا أن جذورها كامنة في غرائز «الليبيدو» التي تفصل أحدهم عن واقعه الاجتماعي ليقول « ألآن فهمتكم « لشعب تونس بعد فوات الأوان.
إنها نفس جينات النرجسية الاستعراضية التي لازمت الامبراطور الروماني الخامس نيرون قبل أن يحرق روما عام 64 ميلادية كي يجد مساحة إضافية لامتداد حدائق قصره.
وقد تضخمت الملفات السرية عن التحاليل النفسية للزعماء الاربعة بعد دراسة المقابلات التلفزيونية وأفلام الفيديو وتقييمات الوفود الرسمية والشعبية, وتلا ذلك مقابلات شخصية مباشرة معهم تحت غطاء الوفود الاكاديمية والاقتصادية والاجتماعية.
لقد كان للكاتبة «مـُوريـيـْل-مـيراك- فايـْسـْبـَاخ» الكثير من المواقف المؤيدة للعرب خلال السنوات العشرين الماضية. فهى التى ساهمت في علاج أطفال العراق، وأقامت ضجة عالمية عندما كشفت استخدامات اليورانيوم المنضب في قذائف المدفعية التي قصفوا بها الفلوجة, وهي التي نشرت كتابا عن مأساة «حائطٌ من النيران» تقارن معاناة العراقيين مع نكبة الأرمن.
ولنكبة الارمن رمزية تراجيدية بالنسبة للكاتبة، فقد اشرفت قوافل السجناء الارمن في القرن الماضي على سهول إدلب عندما سقطت أحدى السجينات ميتة على الارض وعلى يدها ابنتها الرضيعة نائمة, ولم تتوقف القافلة الى أن سمع أمام المسجد بكاء أشبه ما يكون بالمواء، فتوجه ليرى الطفلة تحاول أن ترضع بحرقة من صدر أمها المتوفاة. فانقذها وضمها الى عائلته حتى بلغت سن الرشد، ثم أخبرها القصة الكاملة.
وما كانت الكاتبة الا الابنة الوحيدة لطفلة إدلب.
ويستحق هذا الكتاب عن الربيع العربي للمؤلفة مورييل ان يجد مكانه في المكتبة العربية لانه لا يتحدث عن يوميات الربيع العربي بل عن النرجسية الاستعراضية والامراض العقلية الخفية للحكام الاربعة.

Leave a Reply